تباينت آراء المحللين والنقاد بعد إعلان إدارة النادي تعاقدها الرسمي مع لاعب الفريق السابق ومساعد مدرب نادي أوكسير الفرنسي سامي الجابر مدربا للفريق الأول لكرة القدم ولمدة موسمين، واختلف الهلاليون ما بين مؤيدين ومعارضين للصفقة، فالمؤيدون يرون أن الجابر لازال في طور التطوير وأن تعيينه كمدير فني يعد مخاطرة فنية كبيرة ستدفع ثمنه الإدارة الهلالية، خاصة أن اللاعب لم يخض سوى تجربة تدريبية وحيدة كانت لصالح نادي أوكسير الفرنسي وقبل ذلك كان للجابر تجربة بسيطة في نادي الهلال بقيادته عددا من مباريات الفريق الأول، فيما اعتبر البعض أن تعيين الجابر (صفقة معلم) بالنسبة لإدارة عبدالرحمن بن مساعد واستطاعت بالفعل من امتصاص غضب جماهير الفريق من الخروج الآسيوي والنتائج المتذبذبة هذا الموسم، وتوقعوا بأن يساهم الجابر مع طاقمه الفرنسي ولاعبي فريقه في إضافة العديد من الإنجازات خلال الموسمين القادمين. «عكاظ» كان لها استطلاع بسيط للمهتمين في الوسط الهلالي، وكانت المحصلة التالية: أبوثنين: إقدام سامي مغامرة كبيرة نصح لاعب الفريق السابق فيصل أبوثنين زميله سامي الجابر عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعدم الإقدام على تدريب الفريق الأول وأن ذلك يعتبر مغامرة كبيرة للاعب، مقدما نصحه له بتدريب الأولمبي ليبتعد عن الضغوطات وليتسم بالهدوء والعمل، وأضاف: «تدريب سامي الجابر للهلال فيه مغامرة كبيرة لسامي وللهلال فالعاقل لا يحب أن يخسر سامي مبكرا، ولا يكون الزعيم سهلا لهذه الدرجة، لا أحد ينكر أن سامي له بصمة في تاريخ الزعيم ومحبة كبيرة، ولكن بداية التدريب من فريق كالهلال مغامرة خطرة له، ولمن وافق على تدريبه، لأن التدريب عالم آخر». وتابع أبوثنين تغريداته: «الزعيم في مرحلة تجديد وإعادة تشكيل، ويحتاج لمدرب محنك يمتلك سجلا حافلا لكي يساهم في إعادة بنائه، سامي يمتلك رغبة شخصية ومحبة ولكنهما غير كافيتين، فكان من الأفضل أن يتولى تدريب الفريق الأولمبي حتى يبدأ بالتدرج ويطبق أفكاره بعيدا عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ويكون شخصيته التدريبية بهدوء». وأوضح أبوثنين أنه قبل أن تفكر بالتدريب في وسطنا الرياضي يجب أن تعلم أنك تغامر بمستقبلك، لأن الفكر الرياضي لدينا مع الأسف إما الفوز الدائم أو أنك فاشل والدليل كثرة التغير، أتمنى للزعيم سامي كل التوفيق والسداد وأن يعود الزعيم كما عرفناه النادي الذي يعشق الذهب ولا يرضى بغير القمة بديلا». الشنيف: بدأ بإعداد نفسه مبكرا بارك المحلل الوطني خالد الشنيف الخطوة الهلالية بتعيين الجابر مديرا فنيا للفريق الأول، وأثنى الشنيف بالطريقة المميزة التي من خلالها قدم اللاعب لوسائل الإعلام بالإضافة للطريقة الاحترافية التي وقع اللاعب بها عقده، وأضاف: «تعودنا أن يكون المدرب الوطني مدربا للطوارئ، هي خطوة أولى من ناد تليها أكثر من خطوة، لو أمعنا النظر في البطولات العالمية حول العالم سنجد أن المواطنين لهم كلمة في معظم الأندية، ولكن لك أن تتخيل في دوري زين للمحترفين ومن خلال 14 ناديا لا يوجد أي مدرب وطني وهذا يعد ظلما للكفاءات الوطنية». وتابع: «هي خطوة ممتازة من الإدارة الهلاليية من جانبين، الأول إعطاء سامي فرصة وأنا أعرف قيمته وتفكيره وتوجهه وهو منذ ما يقارب العامين بدأ بإعداد نفسه لهذه المرحلة من خلال مشاركته في الدورات والعمل مع نادي أوكسير بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب، خاصة وأنه عاد للفريق ولديه سلطة على الخيارات المحلية والأجنبية»، وعن مدى إمكانية نجاحه من عدمها أوضح الشنيف أن «التدريب موهبة كما هو الحال في كرة القدم فمثلا الشهير جوارديولا أتى من الأكاديمية ودرب سنتين ومن بعدها للفريق الأول في برشلونة وحقق نجاحات باهرة وأحدث ثورة في كرة القدم وليس لديه أي خبرة، كذلك مورينيو لم يمارس كرة القدم ومع ذلك يعد من أفضل المدربين العالميين، للأسف أكثر المدربين الأجانب لدينا يأتون لتعلم طريقة التدريب، أكرر مباركتي لأخي سامي وأتمنى أن يحالفه التوفيق لأن هذه الخطوة ستتلوها خطوات وسيفتح للمدربين الباب على مصراعيه». العواد: اختيار موفق أوضح حارس فريق الهلال السابق الدكتور تركي العواد إقدام الجابر على هذه الخطوة بالناجحة كونه يتمتع بشخصية الإنسان الطموح المقاتل، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في أن الأوضاع الحالية في النادي لا تساعد الجابر، خاصة وأن عددا من اللاعبين ليس من مصلحة الفريق استمرارهم ولأول مرة أرى أن الهلال كل ما أبعد لاعبين يحتاج آخرون للإبعاد، وأضاف: «الفريق بحاجة لأربعة أجانب الموسم القادم، لا أعتقد أنه سيكون موسما ناجحا للهلال ليس بسبب تواجد الجابر أو غيره ولكن البوادر تقول إن الموسم القادم سيكون ساخنا للهلال، فلمسات الجابر التدريبية لن تتضح منذ البداية فهي بحاجة لوقت». وتابع: «القضية الأهم هي الجمهور الهلالي لأول مرة أجده مهمشا ولم يكن له دور بالموضوع وكأن أعضاء الشرف هم الجمهور، وهذا غير صحيح أعتقد أن الجمهور كان غاضبا وسجل مواقف عديدة وتحدث مع الإدارة بشكل صريح وواضح، لذلك من الضروري الأخذ بآراء الجمهور الهلالي». وواصل حديثه: «تعيين سامي اختيار موفق وأنا ضد مقولة مخاطرة كبيرة، لأن المخاطرة تكمن في قدوم مدرب لا يعرف الهلال، ولكن أعيد وأكرر أن الأهم رضى الجمهور الهلالي، لأنه هو من سيحظر المباريات وهم من سيحددون بقاء الإدارة من عدمها، من المفترض اقتناع الجمهور بالتغيير والاستماع لمطالبهم، أعتقد صوت الجمهور مغيب يجب أن يسمع حتى وإن تمت مخالفته».