لم تعد الخبرة عاملا رئيسيا لنجاح المدرب في مهمته، بل إن المعطيات انعكست بشكل كبير على هذا الجانب، حيث بات أصحاب الخبرة في هذا المجال يجدون صعوبة كبيرة في مجاراة أفكار ومخططات المدربين الشباب المقتنعين بأن الكرة تطورت وتغير معها النهج المتبع في المباريات، بل إن التعامل مع اللاعب اختلف تماما عما كان عليه سابقا. .. ووفق ذلك لا عجب أن نسمع عن تعيين نادي تشلسي الذي يعد واحدا من أكبر الأندية الأوروبية في الوقت الراهن البرتغالي فيلاس بواس مدربا له وهو في ال 33 من عمره، على الرغم من علم إدارة النادي بأن الفريق يضم لاعبين في عمر مدربهم نفسه مثل فرانك لامبارد وديديه دروجبا، وهنالك لاعبون آخرون أصغر منه بسنتين فقط مثل القائد جون تيري وآشلي كول. وعند النظر إلى أنجح الفرق على مستوى العالم في الفترة الأخيرة نجد أن الأشخاص الواقفين على رأس الجهاز الفني فيها هم مدربون لم يدخلون العقد الخامس من عمرهم بعد، باستثناء مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرجسون، لكونه عرف كيف يسير مع ركب الكرة الجديد على عكس غالبية نظرائه. ويكفي أن نقول إن خوسيه مورينيو «48 عاما» وجوسيب جوارديولا «40» كانا آخر من توج بلقب دوري أبطال أوروبا مع فرقهما، حيث فاز مورينيو بالبطولة مع فريقه السابق إنتر ميلان، فيما حققه جوارديولا مع برشلونة في مناسبتين. وتثبت تلك الأمور أن العقلية الكروية الفذة وقراءة المباريات والخصوم بشكل ناجح، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع اللاعب، هي أساس نجاح عمل المدرب في الوقت الراهن، وتلك الأمور متوفرة لدينا في شخصيتين هما سامي الجابر وخالد الشنيف، بيد أن الأول يتفوق على الثاني لكون تجربته في الملاعب كانت أطول وأكبر وعمل في المجالين الإداري والفني، ويمتلك خصلة أخرى مهمة هي الشجاعة .. سامي في حقيقة الأمر مشروع مدرب ناجح وهو بحاجة لمزيد من الوقت وربما أن انتهاج طريقة برشلونة مع جوارديولا يكون مثمرا معه بتعيينه أولا مدربا لفريق الشباب ومن ثم تصعيده للفريق الأول، في حين أن كثرة الدورات لن تفيده، لأن مهنة التدريب لا تؤخذ ب«الورق» بل بالممارسة على أرض الواقع، وهو ما يؤكده مورينيو بإشارته إلى أن الممارسة مع الفكر الناجح أهم من أي شيء آخر بالنسبة إلى المدرب الجديد.