قبل أن تتراجع النتائج ويصغر معها منتخبنا في عين آسيا كنا نتحدث بكثير من الاعتداد عن الكرة السعودية، وأحيانا حينما نلتقي أثناء حواراتنا ناقدا من شرق القارة أو غربها، أو من جيراننا العرب والخليجيين تنخ لمفرداتنا مساحة، بل وساحة الحوار. نبدو مروضين لعبارات الزهو كما لو كنا نحاضر في مدائح فارس من فرسان كبار أنصفهم التاريخ، وتغنى بهم المتنبي وأبو فراس الحمداني . اليوم بدأنا التنصل من المنتخب ونطارده بعبارات شامتة وشاتمة، بل إن بعضنا من المهووسين بالعبارات الشاذة لايترددون في القول هذا المنتخب لايمثلني. لاشك أنني مثل أكثركم تعصبا لكرة القدم، وللمنتخب تحديدا، ومثل بعضكم لست راضيا عن مايحدث في المنتخب وحوله لكن أعرف مثل خبراء كرة القدم أن الرياضة لها وجهان الأول: نهوض وتطور ونتائج وبطولات، والوجه الثاني: تراجع وهزائم وإخفاقات غير متوقعة ومن خلال الأول نقرأ الثاني لكن في الحالتين يجب أن لانهرب ونتهرب من حقوق المنتخب علينا. مشجعون ومحبون بعيدا عن مسميات هذا العصر وتخصصاته ففي رأيي أن مرحلة المنتخب اليوم مرحلة عشاق لافرق فيها بين الأسماء والتخصصات. وفي اعتقاد أكثركم أن التنصل أو التهرب من تشجيع المنتخب هو رسالة عتاب أكثر منها تماهيا مع القول الشاذ هذا المنتخب لايمثلني، وللعتاب عند العشاق مرات عبارات أشد تأثيرا من جلمود صخر حطه السيل من عل. أما الإعلام والذي أنا أحد منسوبيه بكل فخر أو لافخر فمطلوب منه العمل على التحفيز لمواجهة العراق في الأردن «بعيدا كل البعد عن فرض وصاية النادي على المنتخب» أو اعتبروه هذه الوهلة ناديا مفضلا مقبلا على مرحلة مفصلية . دعونا نعتبره (هلال) يسعى إلى كسر نحس العالميه، أو (نصر) يصارع الغياب من سنوات عن البطولات، أو (اتحاد) يبحث عن نخوة أعضاء شرفه لتجاوز أزمته المالية أو (شباب) نبحث له عن موقع بين كبار القوم في الكرة السعودية، أو (أهلي) نستميت في سبيل تأكيد عشقنا له بوضعه إلى جوار أندية الصفوة عالميا وهو في رأي المجانين كذلك ثمة من يسأل اليوم ماذا استفدنا من الدورة الرباعية وهو سؤال فيه من الضحك مايشبه البكاء. هذه الدورة يامعشر المتسائلين مرتبطة بأيام الفيفا، وإن ذهبت إلى أكثر من ذلك أخاف يطلع لنا مغرد ويقول طيب ومالنا. لابد أن نتعامل مع منتخبنا في هذه المرحلة بكثير من الحب، وكثير من الدعم، لأن هذه المرحلة مفترق طرق بين طريق العودة، وطريق تأكيد التراجع. صحيح ثم صحيح، بل وصحيح أن التراجع لم يأت فجأة بمنطاد، بل تدرج إلى أن وصلنا إلى مركز عالمي لايليق، وآسيوي مخجل، وخليجي إن قلت الحقيقة أخاف تتذكرون معركة فهد الهريفي، وياسر القحطاني، والزميل ماجد التويجري. النجاح ينجب لنا على رأي أحلام مستغانمي الأعداء، لكن ماسأتنا تكمن في أننا لانظفر دوما بخصوم يليقون بنا. ياكثر من سيدعي أنه بطل استفادة الأهلي والاتحاد من ملعبيهما، في حين البطل الحقيقي لن يدعي أي شيء. آخر الكلام….كل يوم تصغر في عيني ياسيادة الرئيس. مقال للكاتب احمد الشمراني عكاظ