السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقرارالعقوبات «الرادعة» يمنع التصرفات «الخاطئة» داخل الأسواق والحدائق العامة
ثقافة «للعائلات فقط» و«ممنوع دخول الشباب»..أنتجت «كل ممنوع مرغوب»
نشر في الرياض يوم 09 - 11 - 2010

رغم ماوصل إليه وطننا من تقدم في جميع المجالات، إلا أنّ هناك بعض الأمور التي لا تزيد المجتمع إلا تعقيداً، ومن بينها (منع الشباب من دخول المراكز التجارية والحدائق العامة) ذلك المنع والإقصاء الذي يواجه به الشاب بمجرد بلوغه سن (16) عاما؛ ليعامل كأنه مطلوب أمنياً أولصاً مشهوراً، يقف له حراس الأمن عند كل حديقة عامة، أو مركز تجاري بعبارة(ممنوع دخول الشباب)، (للعائلات فقط)، الأمر الذي يجعل الشاب يشعر بأنه ليس فرداً من أفراد المجتمع بل ربما يصل به الحال لأن يكره اليوم الذي أصبح فيه شاباً، ويتمنى لو أنه بقي طفلاً محبوباً من الجميع مدى الحياة، والجميع يعلم أن هذا المنع ناتج عن تصرفات سلوكية سلبية لاتعدو كونها فردية، لكنها حرمت جميع الشباب من الدخول إلى المجمعات التجارية والحدائق العامة.
«الرياض» سلطت الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة جدوى قرار منع الشباب من دخول المراكز التجارية والحدائق العامة من عدمه، ووقفت على ما يترتب على ذلك المنع من انحرافات سلوكية واضطرابات نفسية لها بالغ الأثر على المجتمع بأسره.
زمن التوعية والتوجيه
بدايةً قال "د.حسين فؤاد سندي" عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز: "إنّ العصر الحاضر أثبت أنّ سياسة المنع والقمع والإغلاق وأساليبها قد انتهت فنحن الآن في عصر المعلومات وزمن التوعية والتوجيه، وأن التعامل الناجح مع الشباب في الوقت الحاضر ليس بمنعهم وإقصائهم خارج الأسواق التجارية والحدائق العامة، وإنما بتوجيههم وإرشادهم بعبارات تتناسب مع جيلهم عبر لوحات إرشادية ولافتات تحذيرية بحيث يفرض ذلك على شركات الدعاية والإعلان والمعارض في كل مركز تجاري بعمل لوحات إرشادية لتقويم السلوك العام للشباب وتهذيبه".
وأكد أنّ تعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية ليس محصوراً على دعم الجمعيات الخيرية فقط بل لابد من المساهمة في توجيه الشباب وتوعيتهم، وبإمكان إدارة كل سوق مراقبة الممرات بكاميرات وشاشات لردع أي سلوك غير سوي ونحن ولله الحمد نعيش في بلد الأمان، ولدينا نظام صارم وقوي يعاقب كل من تسول له نفسه بالخروج من دائرة الأخلاق والذوق العام، بل إن منع الشباب من دخول المراكز التجارية وعزلهم عن المجتمع يعزز لديهم مبدأ(الممنوع مرغوب) ويجعلهم ينظرون إلى المرأة بأنها كائن آخر، وهي في حقيقة الأمر إنسانة عادية لا تختلف عن أمه أو أخته أوإحدى قريباته وبالتالي يندفعون إلى ملاحقة البنات وإزعاجهن كلما سمحت لهم الفرصة خارج الأسواق والمجمعات.
نحتويهم ونوجههم
ودعا "د.سندي" إلى إنهاء التعنصر ضد فئة الشباب الذين هم مستقبل الأمة، ومن المفترض أن نحتويهم ونوجههم ليكونوا فاعلين في المجتمع لا أن نرفضهم ونوصد الأبواب في وجوههم، أضف إلى ذلك أنّ هذا التعنصر لفئة الشباب، وهذا الرفض لهم من دخول العديد من الأماكن يعطي الشاب رسالة خاطئة بأنه مصدر خطر على الأسرة وعلى المجتمع بينما العامل الأجنبي مصدر ثقة، وبالتالي يفقد الشاب ثقته في نفسه، كما يعطي رسالة خاطئة للبنت بأن تتعامل مع العامل والبائع والسائق الأجنبي بكل سهولة وبدون أي قيود لكن الكلام مع أحد الشباب حتى لو بعبارة رد السلام يعتبر جريمة وممنوعا بكل الأحوال.
وأشارأنّ هذا الأمر انعكس سلباً على أبنائنا الشباب الذين يعملون في قيادة سيارة الأجرة فمعظم البنات والسيدات بمجرد سماعهن اللهجة المحلية في التفاوض مع سائق "الليموزين" يرفضن الركوب معه، كما أن التعنصر ضد الشباب يعطي رسالة خاطئة للعالم بأسره أن لدى المواطنين في المملكة خللا في التربية، وأن تربيتهم لأبنائهم فاشلة وأن تربية الأجانب لأبنائهم تربية سليمة، وبالتالي أصبح شبابنا محل شك وتهمة والأجانب من مختلف الجنسيات والديانات محل احترام وتقدير وهذه كارثة، فينبغي أن يعلم الجميع أن الشاب إذا عاملته بأنه غير محل للثقة فسوف يتصرف على هذا الأساس والعكس صحيح.
التنصل من المجتمع
من جهة أخرى أوضح رئيس قسم التوجيه والإرشاد في مكتب التربية والتعليم شمال جدة الاستاذ "صالح بن علي الغامدي" أنّ منع الشباب من دخول المجمعات التجارية والحدائق العامة؛ يعد تصرفاً خاطئاً لما له من ردود نفسية على شخصية الشاب قد تزرع في قلبه التنصل من المجتمع بشكل عام، ومن واجبنا كتربويين وآباء أن نعمق مفهوم الشعور والإحساس بالمسؤولية لديهم، وأن نجعل بينهم وبين مجتمعهم لحمة قوية وترابطاً اجتماعياً حتى يشعر ذلك الشاب بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع له ماله من حقوق وعليه ما عليه من واجبات، ولأن إبعادهم عن التواجد مع المجتمع في المجمعات التجارية والأماكن العامة يزيد بلا شك الفجوة بين الشباب وبين مجتمعهم ويعمق قي نفوسهم مشاعرالغربة.
د.سميرة الغامدي
وقال: يتوجب علينا في الوقت الحاضر أن نغير ثقافتنا نحن الآباء وأولياء الأمور حول نظرتنا للشباب، وأن لا تكون نظرتنا للشباب سلبية مبنية على إرث ثقافي قد لا يمت لواقع شبابنا اليوم بأي صلة، كما أنه من الظلم أن نحرم أبناءنا من ثقتنا ونعطي تلك الثقة للأجانب لاسيما وأن شبابنا هم أبناء هذا الوطن خلقوا على أرضه وترعرعوا فيه ويشعرون بالمسؤولية تجاهه ويهمهم الحفاظ على أمنه واستقراره أكثر من غيرهم هذا الوطن على أرضه تعيش أمهاتهم وأخواتهم وخالاتهم وعماتهم الأمر الذي يجعلهم أكثر "غيرة" على نساء الوطن من الأجنبي.
« مراكز التسوق» « الثِّقة والاحترام» للبائع الأجنبي.. و « الشّك والمنع » شبابنا!
شبابنا هم نتاجنا نحن الآباء
وأضاف "الغامدي" أنّ هذه الثقافة السلبية تمتد سلبيتها إلى النساء مما يجعل بداخلهن حاجزاً نفسياً قد يمنعهن من التعامل مع شبابنا في كافة الميادين، بينما لا يتحرجن من التعامل مع الأجنبي الذي لا تعلم المرأة شيئا عن دينه أوعقيدته، لذلك يجب أن يتأكد الجميع بأن شبابنا هم نتاجنا نحن الآباء وهم ثمرة تربيتنا وحينما تتمثل الثمرة بالشجرة (القدوة الحسنة) كان الثمر جيدا ويعتد به، وأنا على يقين بأن شبابنا إذا أعطي أحدهم الفرصة ومنحناه الثقة فسوف يقوم بواجبه كما ينبغي لاكما يكون، مشيراً أن شبابنا نشأوا في بلد طاهر محافظ يعتز بعقائده الدينية وقيمه التربوية وعاداته الاجتماعية الأصيلة، وإن كان هناك بعض الحالات الشاذة قد صدرت من بعض الشباب نتيجة ظروف معينة فهي لا تعزوا كونها حالات فردية ومن الظلم تعميمها على جميع شبابنا فكل قاعدة في الدنيا لها شواذ ولا ينبغي أن يتخذ المجتمع موقفا سلبيا من جميع الشباب بسبب تلك الحالات الفردية الشاذة.
سوزان المشهدي
نربي فيهم حب الأخلاق الفاضلة
وقال: نحن في وزارة التربية والتعليم منذ أن ينتسب إلينا الطلاب في الصف الأول الابتدائي حتى يتخرجوا من الثانوية العامة نقوم بغرس مبادئ العقيدة الصحيحة في نفوسهم ونحرص على إلمامهم بكل تعاليم الدين الإسلامي، ونربي فيهم حب الأخلاق الفاضلة، ونبذ الانحرافات السلوكية في جميع المراحل الدراسية وضمن المواد والمقررات الدراسية والأنشطة المدرسية، وقد قامت إدارة التربية والتعليم في جدة مؤخراً بالإعلان عن جائزة(القيم التربوية) هدفها التأكيد على أهمية القيم التربوية والإنسانية والسلوكية كمضمون للوعي والممارسة التي يكتنزها الطالب خلال رحلته الدراسية في جميع المراحل، لاسيما وأنّ جميع طلابنا ينتمون إلى أسر مسلمة تشجعهم على عمل الخير وتحذرهم من الشر ليل نهار.
لماذا لا نمنحهم الثقة
وتساءل "صالح الغامدي" قائلاً: لماذا لانمنحهم الثقة؟ وإن حدث منهم أخطاء وهم بيننا فسيجدون من يوجههم وينصحهم ويلقي عليهم اللوم حتى يتجاوزوا هذه الأخطاء إن وجدت، لأن الصواب يكتسبه الإنسان من وقوعه في الخطأ، ولأننا إذا استمررنا في عزلهم وإقصائهم فلن يجدوا من يوجههم إذا سافروا إلى خارج المملكة للدراسة أو للسياحة وبالتالي سوف يعطون صورة غير مشرفة لوطنهم وربما يقعون ضحية سوء التعامل مع الآخرين في سجون الدول الأخرى حتى يدفعوا مستقبلهم كله ثمنا لتلك الأخطاء لأننا قد حرمناهم فرصة تعلم التعامل اللائق مع الجنس الآخر.
صالح الغامدي
ودعا جميع الآباء إلى فتح باب الحوار مع الأبناء والبعد عن أسلوب القمع في المنزل، والإلمام بطرق التعامل الصحيحة مع الأبناء والبنات بما يتناسب مع مراحل نمو أعمارهم وما يطرأ عليهم من تغيرات فسيولوجية خاصة وقت المراهقة، كما ينبغي على الآباء عدم إلزام الأبناء بالتقيد حرفياً بما كانوا عليه في السابق، لأنهم نشأوا في زمن غير زمن آبائهم.
الربيع: نحتاج تعليم ثقافة التعامل مع الجنس الآخر بأدب واحترام
تربيتهم وتوجيههم مسؤوليتنا جميعاً
وتقول المعلمة "كوثر إسماعيل": "أنا أرى أنّ السماح للشباب بدخول المراكز التجارية والحدائق العامة واجب وطني؛ لأنّ هؤلاء الشباب هم في الأساس أبناؤنا وتربيتهم وتوجيههم مسؤوليتنا جميعا، فهم داخل المجمعات التجارية والأماكن العامة تحت نظرنا جميعاً وسيجدون من يوجههم من الرجال أو من النساء لو أخطأوا، ثم إنّ جميع تلك المراكز العامة يوجد بها حراس أمن والشاب داخلها على يقين أنه لو أخطأ سيطرد من ذلك المجمع أمام مرأى الجميع، وهذا بحد ذاته درس له سيستفيد منه طوال حياته ولن ينسى ذلك الموقف المحرج الذي وضع نفسه فيه".
وأضافت: أما أن نقفل الأبواب في وجه الشاب بعبارة (ممنوع دخول الشباب) سيفقد الشاب ثقته بنفسه وبتربيته، وبالتالي سيجد نفسه يتحرش بالبنات بدون سبب (ثقافة الممنوع مرغوب)، ولن يهتم بسلوكه ولا ملابسه وما انتشرت موضة الملابس الضيقة للشباب وغير المحتشمة إلا بسبب ثقافة المنع والردع وانعدام الثقة، وإن لم يجد الشباب مكانه بيننا نحن الكبار فسيحاول البحث عمن يقدره ويحترمه في أي مكان وربما يجد احترامه بين مجموعة من المدمنين وينجرف معهم إلى الهاوية بحثاً عن الشعور بذاته وقيمته.
وقالت: لا أدري من أين نشأت النظرة السلبية للشباب مع العلم أنهم مسلمون، وقد تربوا في بلاد مسلمة بل إن البعض منهم والده داعية أو إمام مسجد أو أكاديمي في إحدى الجامعات لكننا ننظر إليه بعدم ثقة بسبب كونه مواطناً يافعاً، بينما ننظر إلى الأجانب من سائقين وبائعين بأنهم أهل للثقة وربما يسمح الأب لابنته أن تسافر من مدينة إلى أخرى مع السائق الأجنبي الذي لا يجيد أداء الصلاة بطريقة صحيحة ويحذرها من التخاطب أو الركوب مع سائق الأجرة المواطن، وهذه الازدواجية في التفكير لا أدري ما هي دوافعها وما أسبابها؟ وأتمنى أن نعطي ثقتنا لأبنائنا فهم عتاد الأمة ورجال الغد.
د.حسين سندي
تهذيب سلوك الشباب
ويرى الأستاذ "جمعان الربيع" وكيل ثانوية الأمير سلطان في جدة أنّ منع الشباب من دخول المجمعات التجارية والأسواق والحدائق العامة تصرف غير لائق، فإن كان هناك ضعف أو خلل في تربية البعض وعدم معرفتهم للتحلي بآداب الأماكن العامة، فليس من العدل تعميم الخلل وجعله يبدو وكأنه ظاهرة بينما هو في حقيقة الأمر سلوكيات فردية، ويتوجب على المجتمع بأسره المساهمة في تهذيب سلوك الشباب وإعطائهم الثقة وعدم التهاون في معاقبة المسيء وبصراحة بعض شبابنا بحاجة ماسة لتعلم ثقافة التعامل مع الجنس الآخر بأدب واحترام.
د.سندي: التعامل الناجح مع الشباب في توجيههم وإرشادهم وليس في منعهم وإقصائهم
وضع اللوائح والقوانين
وأشارت الأخصائية الاجتماعية والكاتبة الصحفية "سوزان المشهدي" إلى أنّ منع الشباب فوق 16 عاماً من دخول الأسواق والمراكز التجارية تصرف غير مناسب، رغم أنني أتصور أن المنع في الأساس كان لحماية العائلات والفتيات من التحرشات اللفظية أو غيرها، ولكن عندما أراجع نفسي أجد أن البائعين رجال أيضاً، صحيح إن المسؤولية تلجم من كان في قلبه مرض، ولكن المنع من الدخول ليس حلاً، المواجهة هي الحل والمواجهة التي اقصدها هي وضع اللوائح والقوانين التنظيمية داخل الأسواق والمراكز والحدائق إضافة إلى الكاميرات لإثبات أي تصرف خاطئ يقوم به أي زائر.
وأكدت أن هذا الإقصاء غيرالمنطقي رغم النية الجليلة للحماية ينتج عنه تجمع الشباب في أماكن معزولة كاستراحات وغيرها على لهو غير جائز وغير أخلاقي أحياناً، ومنع الشباب من دخول المراكز التجارية وبعض الأحيان يمنع الرجال الراشدون أيضاً رغم حاجة الشخص الضرورية للدخول لشراء أغراض خاصة وربما تكون زوجته مريضة أو متوفاة أو مشغولة فهل يعتبر منعه من الدخول لائقاً؟، مشيرةً أن التصرفات غير اللائقة ليست حصراً فقط على الشباب فهناك فتيات يتصرفن تصرفات غيرلائقة في الأسواق أيضاً كالضحك بصوت مرتفع أو التبرج المبالغ فيه أو غيرها من التصرفات غير الملائمة للفتاة.
«الغامدي»: شبابنا لديهم «الغَيرَة» على نساء بلدهم أكثر من الأجنبي
وقالت: أنا لا يخيفني تجمع الشباب في الأسواق، بل يخيفني تجمعهم في أماكن معزولة، يخيفني سيرهم خلف السيارات التي بها عائلات، يخيفني انتقامهم أحياناً من مجتمع لا يقبل وجودهم، يخيفني شعور الإقصاء والشك مثل ما تعانيه بعض السيدات أيضاً عندما يكتب على محلات بيع الأشرطة وغيرها ممنوع دخول الأكل والشرب والنساء، فشبابنا بحاجه للثقة ولقوانين معروفة وواضحة تسري على الجميع، والأشخاص الذين لديهم نقص في التربية يجب أن تربيهم الأنظمة الواضحة بصرامة.
اللجوء لأساليب ملتوية
وأكدت "د.سميرة الغامدي" أخصائيه نفسية ومديرة العلاقة العامة والتثقيف الصحي في مستشفى الأمل بجدة أن منع الشاب من دخول الأماكن العامة يولد لديه الشعور بأنه إنسان سيئ ويدفعه ذلك إلى اللجوء لأساليب ملتوية وسلوكيات خاطئة، وبالتالي المنع لم يحقق شيئاً والحل الصحيح ليس بمنعهم وإنما بسن أنظمة صارمة من غرامات مالية وتشهير تمنعهم من التجاوز على الآخرين بأي حال من الأحوال مثلما هو الحال بدولة الإمارات العربية الشقيقة،مضيفةً وإذا تحدثنا بمنطقية فإننا لم نوجد بدائل للشباب يقضون فيها بعض أوقات الفراغ، وبالتالي سنجد أننا أمام إجابة صعبة على سؤال لامناص لنا منه وهو:أين يذهب الشباب إذا منعوا من دخول الأماكن العامة؟ وأين سينتهي بهم الحال إذا كنا نحن ندفعهم إلى الشارع.
هيئة الأمر بالمعروف: لم نفرض سياسة «المنع» بل ننفذ التوجيهات!
وقالت: إن هؤلاء الشباب هم أبناؤنا وإخواننا ويفترض علينا توجيههم وتأديبهم بحيث يوضع نظام صارم وتوعية للشباب بأن من يصدر منه أي تصرف غير لائق سيعرض نفسه للعقاب والغرامة، وليس تلك العقوبات مقتصرة على الشباب فحسب، بل حتى الفتيات والنساء الكبيرات أحياناً يصدر من بعضهن تصرفات غير لائقة ومع ذلك لا يجدن من يعاقبهن داخل تلك الأسواق والحدائق وكذلك الرجال كبار السن أحياناً يصدر منهم تصرفات تستوجب العقاب، لذلك لابد من نظام صارم وفوري يطبق بحق أي شخص يصدر منه تصرف غير أخلاقي سواء كان شابا أم فتاة رجلا أو امرأة، فالمنع ليس حلاً وإنما الردع هو الحل لهذه المسالة.
الهيئة تستبعد فرضها منع دخول الشباب للأماكن العامة
من جهته أكد مصدر مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة أن هيئة الأمر بالمعروف لا تمتلك سلطة تشريعية تقوم من خلالها بفرض الأنظمة والقوانين على الأسواق أو المراكز التجارية والحدائق العامة، وإنما الهيئة سلطة تنفيذية تنفذ ما يملى عليها من توجيهات عليا، مستبعداً في حديثه أن تكون الهيئة قد فرضت على الأسواق والمراكز التجارية والحدائق العامة منع دخول الشباب.
ترفيه عائلات
من جهة أخرى قال مقيم عربي يعمل مديراً لبعض المراكز الترفيهية في محافظة جدة أننا نمنع دخول الشباب إلى مراكزنا الترفيهية تمشياً مع قرار رخصة العمل الصادرة من أمانة جدة حيث حددت الأمانة نشاط الرخصة تحت مسمى( ترفيه عائلات)، وتوجب علينا على ضوء رخصة المحل أن نقوم بمنع الشباب من الدخول ثم إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بجولات ميدانية مكثفة وتشدد في كل جولة على منع الشباب من الدخول بل لم يكتفوا بذلك بل علقوا على باب المركز ورقة رسمية مكتوب عليها "ممنوع دخول الشباب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.