لا اعتقد ان هناك أي لاعب سعودي يستحق مبلغ 50 مليون ريال ولا نصفها حتى إذا ما علمنا ان نجومية اللاعبين السعوديين محدودة ولا يستمر العطاء بنفس التألق بعد توقيع العقود الضخمة. والأمثلة كثيرة جدا على تباين مستوى اللاعبين المحليين وحتى الاجانب الذي يخبو وهجهم بعد الدخول في عالم الملايين. في النصر تحديدا تجارب واقعية على هذا الرأي فمحمد السهلاوي وعبد الرحمن القحطاني لن تكون قيمتهم الآن بنفس تلك التي حضروا بها. وفي نادي الشباب كان اللاعب بعده عطيف احد اهم اللاعبين الذين يتوقع ان تكون قيمته مليونية لكن مشاكل بعد توقيع العقد انهت علاقته بالشباب ولم يعد ذلك اللاعب الغالي. والحال ايضا يسري على احمد الفريدي وان كان الحكم مبكرا على مدى نجاح اللاعب. وحالياً يبحث النصر عن اللاعب يحيى الشهري لتدعيم صفوف الفريق ولا اعتقد ان الشهري وحده كفيل بعودة النصر والاهم من ذلك ان الصفقة مبالغ فيها جدا بل ان اللاعب سيكون متاحاً بعد سنة من الآن دون دفع أي مبالغ اضافية. إن الاعتماد على اللاعبين الشباب الصاعدين من فئات اخرى او استقطابهم عن طريق الكشافين اجدى للنصر من بعثرة 50 مليون ريال في لاعب واحد قد يتعرض لعدم تأقلم او اصابات او مشاكل اخرى تحد من الاستفادة منه. يستطيع النصر او أي نادي صناعة فريق شاب ودعم النادي بخمسين مليون بل وصناعة فريق كامل بميزانية اقل احيانا من هذا المبلغ. ولا اعتقد ان المبالغة في سعر اللاعب ستكون منطقية في نظر الداعمين وحتى اللاعبين الحاليين فهذا الرقم سيدفع بالآخرين للمطالبة بالمزيد مقارنة بالشهري. وإذا كان النصر هو الوحيد الذي يبحث عن الشهري فلا داعي ابدا على زيادة العرض المنطقي ان وجد لأن الطرق الاخر الاتفاق لن يجد بداً من التنازل عن مطالبه العالية لأنه سيخسر كل شيء في حالة قرر اللاعب الرحيل . والوضع النصراوي بشكل عام يعاني من الضائقة المالية وعادة ما تكون معضلة امام النادي ولذلك فإن تقنين الصرف يبدأ من اولى صفقات الموسم المقبل وليس رفع السعر إلى الحد الذي سيزيد من مشاكل النادي المالية. وفي ذات السياق يمكن لإدارة النصر ان تستفيد من اللاعبين الذين لم تعد بحاجاتهم وتسوق عقودهم بمردود مادي يساهم في زيادة الدخل بدلا من زيادة الانفاق.