الصاروخ الازرق ينطلق نحو هامات الابداع بلا توقف حطم نادي الفتح كل القواعد الافتراضية لأساس المنافسة وأهمية ارتفاع قيمة اللاعب النجم وضرورة وجود ميزانيات مليونية لصناعة فريق بطل بل وغير المفهوم العام حول التعامل حسب الامكانيات حيث فاقت القدرات الادارية والإستراتيجية التي طبقها الفتح كبار الاندية عندما نجح في صناعة فريق لا يقهر بمقومات متوفرة لكل الاندية لكن استغلالها لم يكن بالشكل المطلوب. وبعد 17 مواجهة متتالية في دوري زين السعودي حافظ الفريق الشرقاوي على نظافة سجله من الخسائر وتصدر الدوري مقدما اروع العروض وأجملها ومتفوقاً على الاندية الكبيرة والعريقة والجماهيرية. وبات واضحاً ان القيمة المالية العالية للاعب ومقدم العقد ليست هي من يجلب التفوق بل الاهم الخامة الموجود وطريقة توظفيها وأهمية وجود عقل مفكر يستطيع توليف كتيبة الانتصار واستنهاض الحمم وإيقاد روح الحماس ليجتاز الجميع ويتربع على القمة. لم تعد العقود المليونية سبباً للانتصار بل قد تكون سبباً للانكسار بعدما تراجع مستوى المنتخب السعودي وهو يضم اغلى اللاعبين عقودا وكذلك المدرب. مسيرة الفتح المتألقة بقيادة الادارة الحكيمة والطاقات الشابة جعلت الاندية تعيد سياستها في كمية الصرف المادي لا طائل بعد ان ثبت ان المال وحده لا يحقق كل شيء ان لم تتضافر كل الجهود ويتوافق الجهد الاداري مع الفكر التدريبي والمهارة العنصرية. ويجب على اندية زين ان تحاول تستنسخ تجربة الفتح الرائدة والاهتمام ببناء اللاعب وتهيئته للتألق بدلا منا لاعتماد على التحفيز المادي والشحن الاعلامي والمزايدات المرهقة. ولا يمكن ان ننسى الجانب الفني في تألق الفريق الازرق بقيادة المدرب المحنك وصاحب الفكر التدريبي العالي والذي منح المساحة الكافية لصناعة الابطال فأجاد العمل وحصد الثمار وكسب الاعجاب والاحترام.