الرياضَة تُعد الرياضة من الحرَف الجميلة , و الهوايات العالميَّة ذات الجماهيرية الوَاسعة في كل زمان ومكان , و من العجِيب كلَّما تطورتْ الرياضة, زَادت الجماهير, و اشتد َّ التنافس الرياضي , و اشتَدَّ التشجيع عامة و في كرَة القدم خاصة , مما دفَع إلى عقد اللقاءات , و إِقامة البطولات , و وضْع اللوائح الرياضية , و تكليف المشْرفين المختصين و اللّجان على المستوى المحَلي و العرَبي و العالمي تهتمُّ بالميدان الرياضي في جو تغمُره المحبة و التعاون بعيدا عن الشدِّ و التعصُّب . و من الطبيعي أن يكون للرياضة أهداف نبيلة , فهي وسِيلة تجمع القلوب على الوُد و الصَّفاء و التعارف و الترَابط و الإخاء , قبل أن تكون تحْقيقا للبطولات , أو جمعا للأموال , و كسبا للمدْح و الثناء , و تنافسا للفَوز و الشهرَة , و إرضاء للجماهير بالعرُوض الجيدة , و النتَائج المشرِّفة , و تحقيقا لرغبَاتهم الرياضيَّة ,و إشْباعا لميولهم النفسية , و هي طريق للتألق و النجومية , و تشجيع اللاعبين . و الرياضة ليست هواية فقط , كمَا هو متعارف عليه بين الرِّياضيين , بل هي حِرفة متى استُخدمت الاستِخدام الأمْثل صار لها فوائد اجتماعية و أخلاقيه و اقتصادية و صِحية , فالصحة مطْلب جميع فِئات المجتمع, و أنواع الرِّياضة التي تناسِب الأعمار كثيرة , و قد أثبتتْ الدراسات الطبية أن مُزاولة الرياضة لها اثأر طيبة على الصحة .و الجَميل في الرياضة تلك الجماهير الرياضية الغفِيرة , و وُجود التنافس الرياضيّ , و الأجمَل فيها تفعِيل دورها في نشْر القيَم و المبادئ الطيبة بين الوسَط الرياضي عامة . و لكن ممَّا يؤسَف له أن الرياضة اتجهَت اتجاها مُغايرا , و صار لها صُورا غير محمودة , حيث تحوَّلت إلى تجارة و رغَبات متناقضة و عوائق مختلفة , و نقْد ما بين الشد و المد بشَكل أفسَد الأهداف السامية للرياضة , و صار الكل يرِيد الفوز , بينما تحولتْ الخسارة , و النتائج السَّلبية للرياضة , و كثرَة الأخطاء الرياضية , من العوامل المؤثّرة على نفوس الجماهير , مما نتَج عنه الاضْطراب السُّلوكي , فكان التشجيع الخاطِئ و التصرُّف السلوكي السيئ , و انتشرَت العداوة بين فئات المجتمع , و كثُرتْ الأسقام , و توارتْ الأخلاق , و الرُّوح الرياضية , فتعثرَت الريَاضة محليا و عرَبيا , و لم ترَ النور عالميا إلا قليلا . فمتى تنهَض الرياضة؟! عبد العزيز السَّلامة / أوثال