لقد اهتم الكثير من فئات المجتمع بالرياضة عامة , و باللعبة الشهِيرة عالميا كرة القدم خاصة , و اتسعت رقعة الاهتمام بها , و أصبحت في ازدياد بين الوسط الرِّياضيّ , فكثُرَت الجماهير الرياضية و الأندية و اللاعبون , و تعدَّدَت الآراء و التّحليلات الخاطئة , و اختلفت الميول و الرَّغَبات , فانتشرتْ الخلافات و الاختلافات الرياضية , و بدلا من أن تكون الرياضة وسيلة للمُتْعة والمحبة و التعارف و التسامح و التنافس الشريف , و استغلال وقت الفراغ , و الاستثمار الرياضي . هل تصبح وسيلة للحقد و الكراهية , و ذلك لغياب الأخلاق عن الوسط الرياضي ما بين التعصُّب , و الخروج عن ضوابط الأدب من النقاد و الشد و الرد , و النقد غير الهادف , و التلفّظ بألْفاظ جارحة من الرياضيين , أو النزول إلى الملاعب , أو كتابة الألفاظ السيئة و الرسومات على المرافق العامة , أو تصعيد حركة المرور , فهي سلوكيَّات وأفعال لا تتصل بالأخلاق الرياضية بِصِلَة, و لا تتصل بأخلاقنا الرفيعة المتعاهد عليها منذ عُرِفت الرياضة في بلادنا، و هي سلبيات سلبت الإبداع الرياضي, و أثرت على الرياضة و الرياضيين عامة. وبدلا من أن نتخذ الرياضة- على كافة أشكالها – (وسيلة) للتنافس و المحبة و الترفيه عن النفس ، نتخذها ( وسيلة ) لإرهاق النفس وإعيائها بالأمراض المختلفة والآفات ، وكثيرا ما نُرَدّد ( الروح الرياضية ) ملْء الأفواه إلا أن الكثير من الرياضيين يرددونها و لا يطبقونها. و متى كانت لدينا الروح الرياضية, ستظل الرياضة منْبعا للقيم و الأخلاق والمبادئ الحسنة, فالأخلاق الكريمة مطلوبة في كافة ميادين الحياة المختلفة كالديني و العلمي و الأمني و الصحي و الثقافي و الرياضي و الاجتماعي و غيرها. فالرياضة أخلاق قبل أن تكون ألْعَاب رياضية و مُمَارسات ينبغي التحلي بها كي يقدم الرياضيون عامة صورة حضارية للرياضة في بلادنا الغالية, وصورة مشرقة تعكس الأخلاق الرياضية و الوعي الرياضي. و أخيرا ينبغي تكاتف الجهود من رجالات التربية و التعليم و وسائل الإعلام و الرياضيين من أجل ازدهار الرياضة و التنافس الشريف. وما جدوى أن يحقق هذا الفريق البطولة و يتحلى بأوسمة من الذهب , بينما لاعبو الفريق أو مشجعوه متجردون من معاني القيم و الأخلاق