الكاتب فتحي بن هادي بعد النجاح اللافت الذي حققه النادي الأهلي الموسم الماضي وعلى جميع الأصعدة وفي جميع البطولات التي شارك بها وبدرجة لاتقل عن تسعة من عشر، بدليل أنه حقق البطولة الاغلى بطولة الأبطال، كما حقق بطولة كأس الأتحاد ونافس على بطولة دوري زين حتى الرمق الأخير وخسرها بفارق نقطة، ناهيك عن تأهله للمباراة الختامية في دوري أبطال آسيا، ورغم كل هذه الزخم من المنافسات والإنجازات للنادي أنعكس ذلك سلباً على نتاج موسمه الحالي، فأتى الخروج الآسيوي المشين أمام أولسان الكوري بثلاثية للاشئ، وما تبع ذلك من كبوات في مسيرته في دوري زينفأهدر المنافسة على بطولة الدوري من يده. لم تأت تلك النكسات المتوالية للفريق الأهلاوي بمحض الصدفة أو عن طريق الخطأ، بل لها أسبابها التي تبررها، ومسبباتها التي أثرت على مستوى وروح الفريق والعمل الجماعي بداخل المستطيل الأخضر. كلنا شاهدنا كيف كان أهلي السنة الماضية وأهلي السنة الحالية، فلقد كان الفريق يلعب بروح حب شعار النادي، فيقاتل حتى الرمق الاخير وينافس ويحتك بكل شراسة رجال، وبلغت حدة نضال اللاعبين داخل الميدان درجة كبيرة من الأهمية، حتى ان أصبحت محور اهتمام وحديث مدربين الفرق المنافسة، لدرجة أنهم أطلقوا لقب المقاتلين على لاعبي الأهلي، ومنهم مدرب نادي الجزيرة الإماراتي ومدرب فريق سباهان الإيراني وغيرهم من المدربين الذين كانوا يحسبون للأهلي ألف حساب قبل منازلته. العامل الرئيس في ارتفاع درجة منافسة اللاعبين داخل المستطيل الاخضر كان ذلك الجندي المجهول في النادي مدرب اللياقة البدنية الذي سعى بكل جد وجهد لإيصال الفريق لمرحلة لياقية عالية جداً حتى أصبح بإمكان الفريق أن يلعب مباراتين متتاليتين دون أن يستسلم لاعبوه للإرهاق، حتى توهم بعض رؤساء الأندية أن لاعبي الأهلي يتعاطون المنشطات مثل الأستاذ خالد البلطان رئيس نادي الشباب إثر حربه الأعلامية على النادي الاهلي. قرأت لرئيس النادي الاهلي سمو الأمير فهد بن خالد حواراً في أحدى الصحف مؤخراً صرح بأن مدرب اللياقة فراس بالي ما زال في منصبه وأنا لا أكذب سموه ولكن لي عقل أفكر به فإذا كان فراس بالي مازال يعمل في منصبه فما الذي يحدث للأهلي بالضبط، فالنادي يتخبط منذ إنطلاقة الموسم، غير مقنع في كل مباريات عدا مباراة أياب نصف نصف نهائي كأس آسيا. من الواضح أن صرامة المدرب مع اللاعبين دفعتهم لمحاولة التخلص منه، فجعلتهم يتخاذلون داخل المستطيل الاخضر وتلقي الهزائم الثقيلة للإيقاع به، فهذه سياسة اللاعبين السعوديين بشكل عام للإطاحة بأي مدرب ، لا لشيئ بل لأن لاعبينا لم يصلوا مرحلة من الإحتراف تمكنهم من التعامل مع أي مدرب وتحت وطأة أي ظرف. اثبتت الأيام أن موراليس الذي طالب الكل بإقصائه لاعب كبير أثر في النادي، فبعدما انسجم مع الفريق ولعب مباراة نصف النهائي لدوري الأبطال قدم مستوى رائع أهل به الفريق للنهائي، وبعد أن أقصاه المدرب من التشكيل شتان مابين مستوى الفريق مع وبدون موراليس، فلماذا لا تدعونه يكمل باقي المباريات حتى يأتي البديل له. على سمو الأمير فهد بن خالد أن يعي جيداً كيفية النهوض بالفريق من كبوته التي مازالت مستمرة ومن المحتمل أن تطيل، فعليه إعادة ما أفتقده الفريق في موسمه الحالي ومصارحة اللاعبين وإعادتهم إلى رشدهم بحنكته التي عرفت عنه، ومتى ما ثبت تخاذل اللاعبين على الإدارة أن تعي أن هنالك فريق أولمبي متكاملاً يجب أن يكمل باقي منافسات دوري زين، فنحن لانهدف إلى التدخل في شئون هذا النادي أو ذاك بقدرما ترائ لنا خلل فحتم علينا الواجب ذكره وإصلاحه، سيما ان الأندية لاتعد ملكية فردية لأي شخص كان بل هي مال مشاع لكل محبي النادي. فتحي بن هادي أبوعامرية للتواصل مع الكاتب Twitter @Fathi_Hadi بريد إلكتروني [email protected]