الكاتب فتحي بن هادي منذ فترة ليست بالوجيزة تناولت الصحف المحلية و العربية الديربي ذو النكهة الأسيوية ما بين الأهلي والإتحاد على أنها محفل كبير تنتظره جميع الجماهير السعودية والعربية بشغف رغم ذهاب تلك النكهة الخاصة بعد أن اصطدمت بتكتلات الدفاع الاتحادي الذي أصاب جمالية اللعب المفتوح بشلل أطفال كساه رداء أضيق من حجم الديربي الطبيعي حتى بدت تلك الديربيات كأنها مباراة ما بين فريق من الدرجة الأولى وبين منتخب السامبا ، أو أنها مباراة تقام على هامش التاريخ العريق للفريقين. الحرص المفرط من إدارة نادي الإتحاد على تحقيق الانتصار بأي ثمن كان جعل الانتصار هدف أسمى يطيح بروح التنافس الشريف بين الفريقين، ويجندلها تحت أقدام مدافعين مدفوعين لتوصيل أي منافس أجنحة المستشفيات على بساط الريح وإرقاده على السرر البيضاء دون أدنى مسئولية. مؤخراً في الأوساط الرياضية أنتشر خبر مفاده توعد اللاعب أسامة المولد بالانقضاض على ركبة مهاجم النادي الاهلي فيكتور وإخراجه من بداية المباراة وكأننا نعيش في العصر الحجري لا مانع ولا رادع فيه سوى الضمير الحي، وأن صح الخبر أفلا تلتفتون لمثل هذه الألعاب يا حكامنا الأفاضل؟. ليست الأقدام وحدها هي من تجهز على الخصوم، بل وحتى رؤوس بعض اللاعبين إذا نطح خصمه وكأنه لم يتعمد إصابته، كما يفعل أسامة المولد في حالات كثيرة، آخرها كان مع حارس نجران ناصر الصيعري عندما ترك الكرة وأنقض عليه برأسه في تعمد سافر ليرسله على السرير الأبيض ببرقية مستعجلة والحكم لم يحرك ساكناً وكأن التصادم عن غير عمد. نادراً ما يخطئ رأس أسامة المولد رؤوس الخصوم ليصيب الكرة، أفلا يدفعكم الفضول للتساؤل عن مثل هذه الحالات المتكررة من التدخلات العنيفة التي أصبحت ماركة صفراء مسجلة؟ حذار يا أسامة من أن تفتك بزميل لك، وتذكر زميلك أحمد جميل عندما أراد الإطاحة بظهير الجنب الوحداوي خالد الحازمي وخرج على إثرها مصاباً ولم يعد حتى تاريخه فلا تكرر ذات الخطأ وألعب لسمعتك أولاً ثم سمعة الآخرين. تمسك الإدارة الاتحادية بنسبة تقسيم مدرجات الجماهير خطوة جرئية ستندم عليها كثيرا بعد أخفاق فريقهم في الجولة الأولى، وللمعلومية فلم يسبق للجماهير الأتحادية أن ملئت جنبات استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة بكامل مقاعده، وفي المقابل نجد أن ضعفي أعداد الجماهير الخضراء الحاضرة داخل الملعب تعود لإدراجها بعد أن تستنفذ جل محاولاتها بالدخول لأرضية الملعب بعد امتلاءه عن بكرة أبيه دون جدوى، ناهيك أن لاعبي الأهلي اعتادوا الظفر خارج أرضهم وقد فعلوها في مناسبات عديدة آخرها في الأمارات و إيران. ستحظى مباراة الذهاب بكثير من الندية والتنافس وسيسعى كل طرف فيها للخروج بأقل الخسائر، وسيعمد فيها نادي الاتحاد للعب بخماسي دفاعي يتقدمه ثلاثة محاور أصحاب نزعة دفاعية يتقدمهم محمد نور كصانع العاب ومهاجم أوحد وسيعتمد الفريق الاتحادي على الهجمات المرتدة من خلال إرسال الكور الطويلة من الخلف كما سيعتمد على انطلاقات ظهيري الجنب واستغلال فرص الكرات الثابتة الاستغلال الأمثل، على أمل سحب لاعبين الأهلي للمناطق الأمامية وانجرافهم خلف تلك الخطة بالاندفاع للأمام تاركين مساحات خلفية لمهاجمي الإتحاد، وفي المقابل سيلعب نادي الأهلي بخطة 4-5-1 والاعتماد على اللعب الشامل والدفاع المتقدم مع الاعتماد على مصيدة التسلل التي أثبتت فشلها في أول اختبار محلي أمام نادي نجران، ولا أظن أن فطنة ياروليم ستخونه هذه المرة كما خانته المرة الماضية في لقاء الإياب مع الإتحاد في دوري زين الماضي حيث انجرف لاعبوه خلف الخطة الدفاعية الاتحادية. للتواصل مع الكاتب تويتر: https://twitter.com/Fathi_Hadi بريد إلكتروني: [email protected]