ليس من المستغرب أن تكثر الإسقاطات الإعلامية واللغط حول تأجيل مباراة الديربي بين الأهلي والإتحاد في الجولة السادسة المقرر إقامتها يوم الجمعة القادمة، ذلك لكون الأهلي طرف أساس فيها، ولكن ما نستغربه كثرة اللت والعجن في هذه الفترة الحرجة تحديداً لأن الامر لا يتعلق بفريق بعينه بل يتعلق بمهمة وطنية أولاً، ناهيك أن له عدة مبررات منطقية، أي أن أمر التأجيل محسوم سلفاً، فهل المقصود هو إسقاط فريق أمامه مهمة وطنية؟ عشنا مع الإعلام في مهاترات ومد وجزر، كأننا في حي "كل من أيدو إيلو"، حتى أصبح كل إناء بما فيه ينضح، فالجاهل يدلي بدلوه والأحمق يدلي بدلو آخر والحاقد يقول بما يكتنف صدره من غل، أما الجاهل فهو من قارن بين طلب تأجيل النادي الاهلي بنادي الفتح، والأحمق من قال أن التأجيل أتى عن طريق نفوذ منسوبي الأهلي، والحاقد من أبدى تبريرات واهية لرفض طلب التأجيل الاول ولم ينقع بتلك الحجج أحداً غير شاكلته. ما يثير الدهشة ذلك الرفض الغير مبرر من لجنة المسابقات واللعب النظيف الذي كان مثاراً للسخرية في كافة الأوساط الرياضية، ولا عجب في ذلك طالما أن أغلب أعضاءها بعيدين عن المجال الذي هم يبتون فيه، فمنهم المعلم والموظف وغيرها من مسميات الوظائف البعيدة كل البعد عن مجال القيادة الرياضية. بررت لجنة المسابقات موقف رفضها بحجة أنهم كانوا أمام خيارين إما أن تلعب المباراة في يوم الجمعة أو يوم السبت، ومن البديهي الأخذ بالخيار الأول في ظل حجب جميع الخيارات المتاحة التي يتطلبها الموقف والإبقاء على خيارين فقط، متناسين أن لنا عقول لنفكر بها بل أن لنا عقول تقرأ أفكارهم، متجاهلين أن الحجج التي سردها النادي الأهلي كانت مقنعة للصغير قبل الكبير، أولها عدم إمكانية التنبؤ باختيار سبعة لاعبين دفعة واحدة للمنتخب الوطني إضافة إلى الضغط الذي سيتعرض له أولئك اللاعبون مابين لعب مباريات قوية والتنقل في قارات مختلفة خلال مدة وجيزة، أضف إلى ذلك أن الإجهاد الذي سيلحق بأولئك اللاعبين لا يجعلهم قادرين على التمرن مع الفريق إلا في يوم واحد فقط فأنى لهم أن يستوعبوا الخطط والتكتيك الذي سيمليه عليهم المدرب، ومن المؤكد أن الفريق سيفتدهم عند خوض غمار المنافسة الآسيوية، وإن سلمّنا بمشاركتهم في المشاركة الآسيوية من المؤكد أنهم سيكونون عرضة للإصابة من أدنى التحام مع أي لاعب، وفي حال وقوع الإصابة ستمتد فترة علاجها لأشهر قادمة، وبالتالي سيفتقد المنتخب الوطني لخدمات أولئك اللاعبون قبل ناديهم، فهل عمل لجنة المسابقات موجهاً مع مصلحة المنتخب الوطني أم ضده!!. عدم الجاهزية التامة للمحترف الأجنبي موراليس والأصابات المتلاحقة للاعبي الأهلي من المحتمل أن يكون لها الأثر الكبير في تعثر الأهلي في جولة الذهاب الآسيوية، أضف إلى ذلك الضعف العام الذي يمر به النادي الاهلي بداية كل موسم رياضي، فما زالت قناعاتي في محلها أن الأهلي كالديزل الذي لا يسخن إلا عند إقتراب صافرة الختام، وكلما زاد ضغط المباريات على الفريق أثبت لاعبوه جدارتهم، وكل ما يحتاجونه هو الروح التي عرفت عنهم كمقاتلين شرسين داخل المستطيل الأخضر لا يسلمون بسهولة. ومن شرفي أن لا يزال يعيبني ** حسود على الأمر الذي هو عاتب للتواصل مع الكاتب Twitter @Fathi_Hadi بريد إلكتروني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته