من فينا لايحب سلطان الحكمة والمحبة والخير والعطاء.. الذي نذر نفسه طيلة حياته (رحمه الله) لخدمة وطنه وأمته، فكان نموذجا يقتدى به كمواطن مخلص ومسؤول تتدفق كلمات الولاء والانتماء لتراب هذه الأرض الظاهرة من جوفه، منذ أن عرفنا سلطان بن عبدالعزيز أميراً ووزيرا.. يخاطب عقولنا وقلوبنا عبر منبر الكلمة الصادقة، متفاخرا بأداء رسالة دائما مايؤكد أنه مؤتمن عليها.. متباهيا في كل أحاديثه ونبرة صوت لاتنسى عالقة في الأذهان وهو يتحدث بلسان شكور لربه أن من عليه بفضله وكرمه بشرف خدمة أطهر بقاع الأرض الحرمين الشريفين، سائلا المولى القدير أن يعينه ويوفقه بأن يكون عبدا شكورا (قولا وعملا) على هذه النعمة التي خص بها هذه البلاد. من منا وفينا لايحب ذلك الوجه (البشوش).. وقد تربت عيون الصغار والكبار على ابتسامات نابعة من قلب أمير متواضع.. كنت أحس وأنافي طفولتي ثم ريعان شبابي وإلى يومنا هذا أن في طلته معان كبيرة تشعرني بكم هائل من الحب.. تنتزعه تلك الابتسامة.. لتحاكي قلوبنا وعقولنا لتحتفظ بصورة وجه لانمل من شوفته وحديثه.. يبعث بنظرة من نظراته (الأمل) لوطن آمن مزدهر مستقرلايضام فيه ولايخاف من كان سلطان بن عبدالعزيز رجل من رجاله. من منا وفينا لم يتأثر بموت سلطان الخير والإحسان.. وهو الذي كانت أفعاله تسبق أقواله، حيث إننا منذ أن كنا متأثرين بشخصيته كرجل دولة لم نسمع منه كلمة واحدة عن مشاريعه الخيرية، حيث كان حريصا على أن يقدمها في (صمت) بعيدا عن ضجيج الإعلام.. وإن ظهرت فهي من شعب (وفي) أراد بعفوية أن يعبر عن مشاعر صادقة نحو محاسن ومكارم أمير خطف القلوب بسخائه في فعل الخير.. وإحياء الأمل لدى المحتاجين والضعفاء.. والابتسامة في وجه طفل يحمله على ساعديه ويسأله بقلب حنون (ايش تتمنى). من منا وفينا بعدما سمع نبأ وفاته لم يبك سلطان المملكة العربية السعودية.. الذي بدون مبالغة.. الكل.. قيادات وشعوب في جميع أنحاء العالم تبكيه ودموع الحزن ذرفت من عيونها في لحظة صدق تسترجع شريط عمر من ذكريات رجل خدم دينه ووطنه وأمته منذ أن تشرف بثقة والده الملك عبدالعزيز ال سعود(رحمه الله).. فكان أمينا مخلصا على أداء الأمانة إلى حين مماته (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) وجزاه خير الجزاء عن كل ما قدمه لهذا الوطن ولشعوب الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.. لتبقى هذه الشخصية الفذة العملاقة وإن ماتت جسدا.. فهي لم تمت في أعماقنا نتذكرها بالدعاء. في الختام عزائي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أمد الله في عمره بالصحة والعافية) وأخوانه وأبناء وبنات الفقيد والأسرة المالكة وللشعب السعودي عامة (إنا لله وإنا إليه راجعون).