أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري تراجع معدّلات التَّعَافي من الأمراض، نظراً لما اكتسبته المكروبات بأنواعها: الجرثومية والفَيْروسيّة والطفيليّة، من قدرةٍ وعِناد على مقاومة الأدوية، ومن ضعفٍ الاستجابةِ لمضادّات المكروبات وبالتالي تعطيلِ مفعولهِا، وهو الأمر الذي يهدّدُ بإعادة العالم إلى مرحلة ما قبل اكتشافِ العلاجاتِ الأساسيّةِ في مكافحة العدوى، مما يمثِّل عبئاً مرضيّاً خطيراً يتطلب مجابهته دون إبطاء ، ما أدى بمنظمة الصحة العالمية إلى تناول هذا الموضوع المهم من خلال يوم الصحة العالمي لهذا العام تحت شعار "معاً نجابه مقاومة الجراثيم للأدوية". وبين الدكتور الجزائري في كلمة ألقاها بمناسبة يوم الصحة العالمي أن منظّمةُ الصحة العالميّة تحتفل بيوم للصحّة في كلّ عام، وذلك منذ تأسيسها قبل ما يزيد على ستة عقود، وهي الفترةُ التي شهدت تطوّراً محوريّاً في مجال مكافحةِ الأمراضِ بأدويةٍ مقاوِمة للجراثيم ، لافتا النظر إلى أن مثَّل هذا الفتح العلمي في مجال مكافحةِ الأمراضِ الساريةِ والمزمنةِ وفق التدابير العلاجيّة المثلى مثل انتصاراً لمبادرات تعزيز الصحّة، وحقق مآرب المنظّمة في تأمين الأدوية الناجعة لمحاجيها، دون الاقتصار على الأمراض المسبَّبة بالجراثيم، وفي سبيل الحد من خطر جميع المكروبات على صحّة الفرد والمجتمع. وأشار إلى أن المنظمة تضطلع مع شركائِها من دولِ الإقليمِ بمسؤوليةَ رفدِ التقدّمِ العلميِّ في مجال تقنيات تصنيع الأدوية بممارساتٍ صحيحةٍ تحدُّ من خطرِ مقاومة الميكروبات للأدوية، وتعَزّزُ فاعليّة استخدامِها باتّباع مِنْوال علميّ يراقبُ تصنيعَها وفق معاييرِ الجودة، ويُرَشّدُ وصفَها من خلال تشخيصٍ دقيقٍ، ويُؤَمّنُ صرفَها بناء على توصية طبيّةٍ مؤكّدة، ولإنفاذِ تطبيقِ المعاييرِ العلميّةِ إنفاذاً صحيحاً، لابُدَّ من أن تكون مصحوبةً بوعي وتأييدٍ من المجتمعات المحليّة في كافّة الأقطار، إلى جانب أدوار المؤسسات العلميّة والمدنيّة والمسؤوليّة الفرديّة في التعامل مع الأدويةِ بإدراكٍ وحذر. وقال الدكتور الجزائري : إن احتفالُنا بيوم الصحّة العالمي هذا العام يأتي، في ظلِّ متغيّراتٍ كبيرة، شَهِدَها ولا يزال يشهدها عددٌ من بلدانِ إقليمنا ممثّلة بالتحرّكات الشعبيّة المطالبة بالحريّات، وما يصاحبها من مواجهات تتسم بالعنف وتوقع بضحايا من كل الأطراف، مما يحتِّمُ علينا، إلى جانب مواصلةِ العمل نحو الحدِّ من مقاومة المكروبات للأدوية، أن نعمل على حشد الإمكاناتِ لمواجهة التحديّات الراهنة، وتلبيةِ الاحتياجات الصحيّة في دول الإقليم المتأثّرة بتداعيات أعمال العنفِ ضد المدنيين، ومواصلة العمل على تأمين حقِّ الصحّة للجميع، دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الانتماء السياسي. وأوضح أن المنظمة قامت في هذا السياق بمساندة جهود الإغاثة مع شركائها من المؤسسات المنضوية تحت مظلّة الأمم المتّحدة، والجهات الوطنية المسؤولة في الدول المتأثرة بتداعيات الأوضاع الراهنة، وتمّ توفير إمدادٍ بالأدوية والمستلزمات وتقديم دعم فني للفرق الطبيّة والإسعافيّة العاملة في الميدان، في ظلّ تحديّات كبيرة تعرقل أداءَ الفرق الطبيّة في عدد من البلدان، بل وتهدد سلامة أعضاء هذه الفرق وحياتهم في جملة مَنْ تهددهم من المدنيين، وتُعرِّض المكتسبات الصحية في هذه البلدان، من منشآت ونُظُم صحية للتضرُّر والعَطَب والتوقُّفِ عن توفير الخدمات الصحية لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها. وأكد أن المنظمة إذ تنهض للاضطلاع بهذه المسؤولية، إنما تفعل ذلك تلبيةً لمهمتها الأساسية وواجبها الأول الذي ينصُّ عليه دستورها، وتعضده سائر القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية ،مشيراً إلى أن البشرية قطعت خلال تاريخها أشواطاً بعيدة نحو التطوُّر الصحي والتنمية بكافة صورها، ولا يجوز لأي فئة كانت ولا لأي فرد كان، المساهمة في الإطاحة بهذه المكتسبات وإهدارها بإساءة الاستخدام، أو الاستهانة بحق الصحة نفسه ونعمة الحياة. // انتهى //