أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق خوجة، وجود عجز شديد في المتخصصين بمكافحة العدوى في المرافق الصحية، مشيراً إلى أن المركز الخليجي لمكافحة العدوى في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية يسعى إلى إيجاد حل لهذه المشكلة عبر توسيع القبول في برنامج ماجستير متخصص في هذا المجال. وأضاف خلال المؤتمر الخامس للمركز الخليجي لمكافحة العدوى الذي عقد في فندق ماريوت برعاية نائب رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أمس، أن مشكلة العدوى المكتسبة داخل المؤسسات والمرافق الصحية تعد من أهم أسباب إطالة مدة بقاء المرضى داخل المستشفى، وقد يصبح المريض أكثر اعتلالاً مما كان عليه بعد دخوله المرفق الصحي، وقد يصاب بإعاقة لمدة طويلة تصل إلى الوفاة، مؤكداً أنها ظاهرة تنتشر بين دول العالم المتقدم والنامي على حد سواء. ولفت إلى أن الاتحاد العالمي لسلامة المرضى وضع برنامج مكافحة العدوى كإحدى الاستراتيجيات ذات الأولوية في هذه المرحلة نتيجة العبء الاقتصادي الناجم عنها، مشيراً إلى دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية وخلصت إلى أن معدل حدوث العدوى المكتسبة في المستشفيات في منطقة الشرق الأوسط بلغت 11.8 في المئة، بينما بلغت في شرق آسيا 10 في المئة، وفي أوروبا نحو 7.7 في المئة. وتطرق خوجة إلى دراسة لمنظمة الصحة العالمية أعدت عام 2010 أظهرت أن معدل حدوث العدوى المصاحبة للرعاية الصحية بلغت بين 4.6 و9.3 في المئة في الدول الأوروبية، بينما وصلت معدلات العدوى المصاحبة للرعاية الصحية في دول العالم الثالث بين 14.8 و19.1 في المئة، ما يوضح مدى الفجوة في اتباع الأسس العلمية لمكافحة العدوى بين العالمين. وذكر أن هذه العدوى تكلف الدول أعباء مالية كبيرة، وتؤدي إلى اضمحلال الثقة والرضا بين الجمهور ومقدمي الرعاية الصحية. وأوضح أن مجلس وزراء صحة دول الخليج وافق على استمرار فريق العمل الخليجي في استكمال ما بدأه كلجنة في مكافحة العدوى تتولى تطوير وتحسين الوضع الحالي وتحويل الأهداف الموضوعة إلى برامج عمل تنفيذية وفق مراحل زمنية محددة، والتأكيد على مفهوم «مكافحة العدوى المكتسبة» ليشمل جميع القطاعات الصحية والعلاجية والفنية في مختلف المرافق الصحية. وأشار إلى أن التوجّهات المستقبلية للمركز الخليجي لمكافحة العدوى في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية تتمثل في إعداد خطة تدريبية متكاملة تتضمن دورات تخصصية، وزيارات ميدانية لبناء القدرات الخليجية المتخصصة، وإنشاء قاعدة بيانات رئيسية في المركز، وربطها بقواعد البيانات في دول المجلس عن طريق استخدام النماذج الموحدة إلكترونياً لبرامج الاستقصاء الوبائي الخليجي، وإنشاء موقع إلكتروني علمي لتبادل المعلومات والتواصل العلمي، إضافة إلى التوسّع في عدد المقبولين في برنامج الماجستير لمكافحة العدوى من دول المجلس بحسب حاجة كل دولة لغرض سد العجز الشديد في الكوادر في هذا التخصص. من جهته، قال نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته: «إن التطور الكبير الذي تشهده المملكة في المجالات كافة ومنها القطاع الصحي يعكس ما توليه القيادة من اهتمام كبير وتعدد وسائل الخدمة الصحية والتركيز فيها على تطبيق أعلى معايير الوقاية العالمية لتقديم أفضل رعاية طبية». وأكدت المديرة التنفيذية للطب الوقائي في الشؤون الصحية للحرس الوطني مديرة المركز الخليجي لمكافحة العدوى الدكتورة حنان بلخي، أن انتشار الأمراض الجرثومية قليلة الاستجابة للمضادات الحيوية من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الطبي، إضافةً إلى ضعف الالتزام بسياسات مكافحة العدوى في المستشفيات. وأضافت أن علم الأمراض المعدية تبوأ مكانة خاصة بين العلوم الطبية في وقت كان من المتوقع أن تنتفي الحاجة إلى هذا التخصص، مشيرة إلى أن الأمراض المعدية الجديدة والمستجدة التي ظهرت لها الأثر الأكبر في الانتباه لهذا المجال وأهمها مرض نقص المناعة المكتسب وحمى الضنك والسارس وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وأمراض أخرى ظهرت في جزيرة العرب كحمى الخمرة. وأوصت منظمة الصحة العالمية الحكومات بترشيد استخدام المضادات الحيوية وسن تشريعات تمنع من تناولها إلا بوصفة طبية، ضمن جهود مكافحة العدوى في المرافق الصحية. وورد في بيان وزع خلال المناسبة: «على رغم أنّ الجراثيم المقاومة للأدوية المتعدّدة لا تمثّل ظاهرة جديدة وستواصل الظهور من حين لآخر، فإن هذا التطور يقتضي تعزيز عملية الرصد وإجراء المزيد من الدراسات من أجل فهم درجة وأنماط سراية تلك الجراثيم، وتحديد أكثر التدابير نجاحاً لمكافحتها». وأكدت أنها ستواصل دعم البلدان لتمكينها من وضع السياسات ذات الصلة، كما ستواصل تنسيق الجهود التي تبذل على الصعيد الدولي من أجل مكافحة ظاهرة مقاومة الجراثيم للأدوية، مشيرة إلى أن مقاومة الجراثيم للأدوية ستكون موضوع يوم الصحة العالمي لعام 2011. يذكر أن الجمعية الطبية الأميركية لعلم الأوبئة ومركز مكافحة الأمراض يعقدان دورة تدريبية في دورتها الخامسة للأطباء المتخصصين في مجال العدوى لمنسوبي الشؤون الصحية للحرس الوطني ووزارة الصحة.