أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها أن الثورة الشعبية الرائعة فى 25 يناير لن تصل إلي أهدافها المرجوة مالم يكن لديها قوة تحميها وصوت يدافع عنها ويحمل أمانيها في الحرية والعدالة والتخلص من الفساد . . مشيرة إلى أن إرادة الجماهير في الحرية والعدالة والتخلص من الفساد توفر للثورة الدرع التي تحميها. وقالت الصحف إلا أن الإعلام مازال بحاجة إلي أن يتطهر من ميراث دولة الفساد وفي هذه اللحظة لن يكون كافيا مجرد رحيل الوجوه القديمة بل الأهم هو تفكيك بنية الفساد التي حكمت الإعلام العام والخاص حيث جري السماح من أباطرة الفساد في النظام القديم بكسر كل المعايير المهنية وجري الاختيار علي أساس الولاء لا الكفاءة كما جري إشراك الوجوه الإعلامية في لعبة الفساد ناهيك عن دسائس الأمن. ورأت الصحف المصرية أن أخطر ما جري هو كسر مسألة الولاء الواضح والصريح للمؤسسة الإعلامية التي يعمل فيها رجال الكلمة في المقابل جري فتح أبواب الفساد علي مصراعيه أمام هؤلاء سواء في صورة العمل في أكثر من مؤسسة في ذات الوقت أو الارتباط بأجهزة حكومية أو شركات خاصة منوهة بان كان يحدث في الإعلام الحكومي انتقل إلي الإعلام الخاص. وأكدت الصحف أن الإعلام الخاص الذي يملأ الدنيا ضجيجا الآن لم يتمكن من أن يسقط حالة واحدة من حالات الفساد الصارخ بل جري ترويضه وابتزازه وانتهي الأمر بقبوله قواعد اللعبة نظرا لأن المالكين كانوا شركاء في لعبة الفساد مع النظام كما أن البعض ممن تصدروا المشهد الإعلامي كانت لهم مصالحهم الصغيرة من فتات الفساد التي حرصوا عليها وفي المقابل أداروا جميعا سيركا عبثيا يتحدث عن الشفافية وطهارة اليد بينما كان المسرح كله يعج بالفساد ولذا لم يكن غريبا أن تندلع الثورة وبات الآن ملحا تطهير الإعلام ووضع قواعد لعبة شفافة بشكل حقيقي هذه المرة. وذكرت الصحف أن العدالة الاجتماعية كانت شعارا تتزين به الحكومات في العهد السابق دون أن يجري تطبيقه علي الأرض وهو ما انعكس في التفاوت الرهيب بين من يملك ومن لا يملك ليندحر نحو ثلث المصريين تحت خط الفقر بينما دخلت القلة قائمة المليارديرات في غفلة من الزمن ولكن تحت عين رموز العهد السابق الذين شاركوا في الفساد كما شاركوا في جني ثماره بينما اكتفي الملايين من المصريين بالشعار الذي حفظوه من كثرة ترديده علي لسان هذه الرموز وهم يمارسون الظلم الاجتماعي بالفعل. وخلصت الصحف إلى القول إن ثورة 25 يناير التي تبشر مصر بفجر جديد وطريق مزهر نحو التقدم لن تتخلي عن العدالة الاجتماعية شعارا وتطبيقا حتى تنمحي من القاموس المصري كلمة الفقر بعمل وتضحيات كل المصريين. // انتهى //