إهتمت الصحف المصرية الصادرة اليوم بجهود إتمام المصالحة الفلسطينية واتفاق حركتي فتح وحماس أخيرا بالقاهرة على القضايا الخلافية بينهما معتبرة أن تلك المصالحة حملت في طياتها ثلاث مفاجآت أولاها أنها تمت أصلا حيث لم يكن أكبر المتفائلين يعتقد أنها ستتم. وقالت الصحف أن ثاني تلك المفاجآت يتمثل في أن المصالحة تمت في القاهرة في وقت ظن الكثيرون فيه أن القاهرة انشغلت عن الشأن الفلسطيني وتركت الملف برمته لغيرها .. لافتة إلى أن المفاجأة الثالثة تكمن في اتمام المصالحة في عز ثورة المصريين وكأنها بشارة على بدء زمن جديد مختلف سيشهده العالم العربي انطلاقا من مصر. واعتبرت هذا التطور في ملف المصالحة أكبر رد على تصورات بعض المتشائمين في داخل مصر وخارجها بأن انشغال مصر بثورتها وبترتيب بيتها من الداخل وبإعادة لملمة ما تبعثر بسبب النظام السابق وبمكافحة الفساد وبإقامة الديمقراطية سيبعدها /ولو إلى حين/ عن محيطها العربي وسيجعلها أضعف من دفع كلفة مسئولياتها القومية. وأوضحت أن اتمام المصالحة الفلسطينية ونتائج جولات رئيس الوزراء المصري في دول الخليج العربية بينت أن كل هذه الافتراضات هي مجرد أضغاث أحلام أو أوهام.. وأن مصر عربية من أساسها إلى رأسها وأي محاولة لتقزيمها لن تنجح لأن الامن القومي العربي واحد لايتجزأ وليس من المصلحة استبعاد أحد. وعلى صعيد آخر لفتت الصحف إلى استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية مؤخرا وعبر فيه 65 بالمائة من المشاركين عن قلقهم ازاء احتياجات المرحلة الراهنة في مصر حيث طالب 48 بالمائة بالأمن و40 بالمائة بضرورة دعم الوضع الاقتصادي. وقالت الصحف أن الشعور بالقلق الآن ظاهرة صحية تؤكد على أن الشعب المصري حريص على إنجاح ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية مع إدراكه أن هذه الثورة الهائلة ورثت نظاما فاسدا من رأسه حتي أخمص القدم مما يتطلب وقتا طويلا وجهدا عظيما لتقويض هذا النظام والتخلص من رموزه واتباعه حتى لاينقلبوا علي الثورة. // انتهى //