شهد لبنان السبت الماضي ولمدة ثلاثة أيام عواصف رعدية وثلجية قوية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية قاربت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة وانخفاض في درجات الحرارة وارتفاع منسوب المياه على الطرقات وفي المجاري ما سبب بإلحاق أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المواطنين. وقد تساقطت الأمطار الغزيرة على المناطق الساحلية كما تساقطت الثلوج في المناطق الجبلية على علو 1300 متر وما فوق في منطقتي البقاع وشمالي البلاد جراء منخفض جوي تمركز فوق جنوب تركيا. وقد تسببت العاصفة بتضرر طائرتي تدريب وتحطمهما بالكامل في مطار رفيق الحريري الدولي بينما كانتا متوقفتين في إحدى ساحات المطار الأولى من نوع "سيسنا" تتسع لراكبين اثنين تحطمت بالكامل نتيجة ارتطامها بعمود الإنارة بعدما دفعتها الرياح من مكانها والثانية من نوع "بايبر" تتسع لأربعة ركاب انقلبت على ظهرها. وفي وقت لاحق تحطمت طائرة ثالثة مخصصة للتدريب من نوع "سيسنا" بشكل كلي وطائرة رابعة من نفس النوع اثر ارتطام الطائرتين الأولتين بهما بسبب هبوب العاصفة والرياح كما حولت طائرة تابعة لطيران الخليج مسارها وتوجهت إلى مطار دمشق الدولي ريثما تهدأ العاصفة كي تعود إلى بيروت. كما خلّفت العاصفة أضرارا مادية في المزروعات والأشجار الحرجية ومواسم الحمضيات بنسبة بلغت 40 في المئة وتسببت في قطع بعض خطوط الكهرباء والهاتف والانترنت وتحولت الطرق إلى مستنقعات وبحيرات مياه وقطعت الطرق بسبب تراكم الثلوج في غالبية المناطق الجبلية. وفي مخيم جل البحر للاجئين الفلسطينيين جالت فرق من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان " الاونروا " على المخيم وقامت الفرق الفنية بمسح الأضرار التي لحقت بالمخيم المذكور. كما أدّت العاصفة إلى تعطيل حركة مرافق النقل البحري كافة حيث توقفت في مرفأ بيروت عمليات تفريغ البواخر والشحن نتيجة العاصفة كما في مرفأ صيدا التجاري ومرفأ صور بفعل ارتفاع الأمواج التي وصلت إلى باحة المرفأ وشكلت بحيرات مائية واقتلعت الأمواج عددا من الخيم البحرية عند الشاطئ الغربي للمدينة حيث توقفت حركة الملاحة في المرافئ وسط حال تأهب للقوى الأمنية والدفاع المدني تحسبا لأي طارئ وتم بعدها إقفال مرفأ صيدا ومرفأي صور والناقورة حيث تحطم جزء كبير من حائط الدعم للسنسول الغربي للمرفأ وغرق عدد من سيارات الموظفين المتوقفة على الرصيف وتحطم عدد كبير من مراكب صيادي الأسماك حيث أدّت الأمطار الغزيرة على ساحل مدينة صور إلى قذف مطعم عائم من مرفأ الصيادين باتجاه شاطئ جل البحر فيما رفعت الأمطار الغزيرة من منسوب النهر الكبير وأنهار عرقة والبارد والأسطوان كما أدّى تدفق السيول إلى ارتفاع ملحوظ في منسوب مياه نهري الحاصباني والليطاني كما منسوب بحيرة الدردارة في سهل مرجعيون. // انتهى //