يشهد لبنان منذ منتصف ليل أول من أمس عاصفة جوية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح شديدة وصلت سرعتها في بعض المناطق الى مئة كيلومتر في الساعة، بحسب الأرصاد، مخلفة أضراراً مادية كبيرة ضمنها أربع طائرات تدريب وسقوط عمود إرسال تسبب بتدمير سيارات، إضافة الى قطع عدد من الطرقات. وذكر شهود عيان أن العاصفة خلفت أضراراً مادية في عدد من المناطق، كان أبرزها في محلة كركول الدروز في بيروت حيث سقط عمود ضخم للإرسال تابع ل «إذاعة الشرق» ما أدى الى أضرار جسيمة في إحدى الغرف السكنية حيث حوصر عدد من الأشخاص عمل رجال فوج الإطفاء على اخراجهم. كما أدى سقوط العمود الى تحطم أربع سيارات سياحية. واقتلعت العاصفة أشجاراً معمرة في شارعي سرسق وسامي الصلح وطريق الشام ومنطقة البربير، نتج منها قطع طرقات. وعملت السلطات المعنية على تقطيع هذه الأشجار لإعادة فتح الطريق. ومن تداعيات العاصفة سقوط عدد من اللوحات الإعلانية المنتشرة على طول الخط الساحلي من الدورة الى الكازينو. وأدى سقوط لوحة إعلانية كبيرة على أوتوستراد طبرجا في اتجاه بيروت الى إعاقة حركة السيارات، كما سُجّل سقوط إحدى اللوحات الإعلانية الكبيرة على جسر الدورة، وكذلك فوق جسر الباشا. وأفيد أن شجرة انقلبت في بدارو قرب كنيسة قلب يسوع تسببت في إغلاق الطريق. اضرار المطار وفي مطار رفيق الحريري الدولي أدت العاصفة واشتداد سرعة الرياح بداية الى تحطم طائرتي تدريب بالكامل بينما كانتا متوقفتين في إحدى ساحات المطار، الطائرة الأولى من نوع «سيسنا» وتتسع لراكبين تحطمت بالكامل نتيجة ارتطامها بعمود الإنارة بعدما دفعتها الرياح من مكانها، فيما الثانية من نوع «بايبر» تتسع لأربعة ركاب انقلبت على ظهرها. وأفادت المعلومات أن الحادث أسفر في وقت لاحق عن تحطم طائرة ثالثة مخصصة للتدريب من نوع «سيسنا» بشكل كلي وطائرة رابعة من النوع نفسه في شكل جزئي، اثر ارتطام الطائرتين الأوليين بفعل الريح. والطائرات جميعها عائدة لنادي الطيران اللبناني الذي يعمل في المطار في مجال التدريب. وبسبب رداءة الأحوال الجوية حولت طائرة تابعة ل «طيران الخليج» مسارها وتوجهت الى مطار دمشق الدولي ريثما تهدأ العاصفة وعادت عصراً الى بيروت. وأوضح رئيس مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت دانيال الهيبي في بيان امس، «ان الرياح الشديدة التي ضربت لبنان تسببت بأضرار مادية في المطار أولها تحطم طائرات التدريب الصغيرة... وقد تم نقلها من مكان الحادث الى هنغارات الصيانة لاستكمال التحقيقات». وأضاف: «أدت الرياح الى تدافع حاويات مخصصة لنقل حقائب الركاب كانت مركونة في الجهة الغربية من ساحة الطائرات واصطدمت بالسور الداخلي ومن ثم الخارجي للمطار محدثة أضراراً في السور من الجهتين، ثم تطايرت نحو موقف السيارات محدثة أضراراً كبيرة عند المدخل الغربي للموقف وفي اللوحات الاعلانية الموجودة في داخله، والعمل جار لاصلاح الأضرار». وزاد: «بسبب الرياح ايضاً تم تسجيل أضرار في السور الغربي للمطار ناحية مسبح كوستا برافا قرب مركز الجيش وأضرار اخرى فوق نفق الاوزاعي - خلدة، تعمل فرق الصيانة في المطار على اصلاحها». اضرار في المناطق وفي إقليمالخروب، تقطعت كابلات كهرباء وهاتف وانترنت. وسارعت فرق الصيانة التابعة لمؤسسة «كهرباء لبنان» الى سحب بعض الكابلات الكبيرة من الطرق التي غمرتها النفايات والأتربة والحجارة المتهاوية من المرتفعات. وخيم الظلام على قرى في الإقليم بسبب انقطاع الكهرباء وكثافة السحب السود التي غطت سماء المنطقة. وفي جزين، تطاير القرميد الموضوع على سطح سراي المدينة الحكومي ما أدى الى تضرر سيارتين كانتا متوقفتين في باحتها. وسقطت شجرة كينا على طريق عام بلدة لبعا تسببت بقطع الطريق. وفي عكار خلفت العاصفة أضراراً في المزروعات والأشجار الحرجية ومواسم الحمضيات، إضافة الى تحطيم لوحات إعلانية لمؤسسات تجارية. وأدت سرعة الرياح الى اقتلاع أشجار الكينا المعمرة على طريق تل اندي العبودية، ما أدى الى انقطاع الطريق الدولية التي عمل الأهالي على فتحها بعد سحب الأغصان. وأقفلت المدارس في عدد من المناطق العكارية وناشد المزارعون في سهل عكار المسؤولين المعنيين مسح الأضرار الزراعية والتعويض عليهم. وشهدت منطقة الهرمل والبقاع الشمالي هطول أمطار غزيرة واقتلاع أشجار معمرة وأضرار في السيارات، فيما تحولت شوارع الهرمل وساحة السراي الى برك. وانقطعت طريق بعلبك عيون السيمان بسبب تراكم الثلوج. واشتدت العاصفة اعتباراً من مساء أمس، مع توقعات بمزيد من الانخفاض في درجات الحرارة. الى ذلك تسببت العاصفة بوقف عمليات تفريغ البواخر والشحن في مرفأ بيروت.