أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها أن لجنة المبادرة العربية للسلام أمامها في اجتماعها اليوم بالقاهرة مهمة صعبة إن لم تكن مهمة شاقة وموقفا تاريخيا لإنقاذ عملية السلام من مفترق الطرق المغلقة الذي وضعتها فيه الحكومة الإسرائيلية من ناحية والإدارة الأمريكية من ناحية أخرى بعد إعلان عجزها عن إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان. وتساءلت الصحف هل تستطيع اللجنة توفير غطاء عربي للتحرك الفلسطيني في المسار الذي سيختاره باللجوء إلى الأممالمتحدة . . مؤكدة أن هذا الأمر يتطلب جهدا دبلوماسيا وسياسيا شاقا وعلى جميع المحاور خاصة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي. وأضافت أن هذه الخطوة يبدو أنها الخطوة المقبلة للتحرك والتي سيعرضها اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أعضاء لجنة مبادرة السلام وذلك في ضوء نتائج مباحثاته في رام الله يوم أمس مع المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشيل والتي لم تسفر عن تصور محدد لآلية جديدة للتحرك نحو السلام. ورأت الصحف أن هذا الموقف الفلسطيني يشير إلى أن لجنة المبادرة العربية للسلام سوف تتبنى توجها بالخروج من القضية من عنق الزجاجة الحالي إلى أروقة الأممالمتحدة لكن الافتراض مازال قائما بالاستمرار مع الجهود الأمريكية على الأقل لحين الاطمئنان إلى وجود غطاء سياسي دولي مساند للموقف العربي بالأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. وفي سياق متصل ذكرت الصحف أن مصر رحبت ببيان المجلس الوزاري للاتحاد الأوروبي حول الشرق الأوسط وما تضمنه من موقف أوروبي متقدم ومتوازن فيما يتعلق بملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ونقلت الصحف عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قوله إن الموقف الأوروبي في هذا الموضوع بشكل عام جيد للغاية وخاصة عندما يتعلق الأمر بعدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية . . مشيرا إلى أنه موقف صلب ومتماسك ويعكس حقيقة الإجماع الدولي على هذا الموضوع الهام. وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده أن هذا الموقف الأوروبي يضع الأمور في إطارها السليم حيث تقف إسرائيل وحدها في مواجهة إجماع دولي واضح ضد سياستها الاستيطانية وما تحاول القيام به من تغيير للأمر الواقع بالمخالفة للقانون الدولي ولالتزاماتها. وخلصت إلى القول إن المشكلة سوف تظل لدى الحكومة الإسرائيلية التي تغلق الطريق أمام السلام وترفض إتخاذ الخطوات التي تفتح باب الأمل في التوصل إلى سلام عادل إضافة إلى عدم قدرتها على إتخاذ قرارات صعبة من أجل مصلحة الشعوب والمنطقة. // انتهى //