لقاهرة، رام الله: جمال جوهر، الوطن رفض وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط القول بأن بيان لجنة مبادرة السلام العربية الذي صدر عنها أول من أمس بشأن مسار السلام يعد تنازلا عربيا. وقال "هذا بيان موضوعي يدافع عن القضية الفلسطينية ولا نوافق إطلاقا على أن نبقى هكذا دون حراك". وبرر أبو الغيط عقب اختتام اجتماعات اللجنة الدائمة للتعاون العربي الأفريقية بمقر الجامعة العربية أمس النتيجة التي توصل إليه اجتماع المبادرة من إعطاء فرصة للمحادثات غير المباشرة مع إسرائيل. واشار إلى أن الفلسطينيين "لن يدخلوا ولن ينصحوا بالدخول إلى المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي طالما بقي الموقف الإسرائيلي على ما هو عليه". وأضاف "يجب أن تكون هناك حركة فلسطينية تحمل إسرائيل المسؤولية، إما أن نتيح الفرصة لإسرائيل لكي تناور وتقول إن العرب والفلسطينيين لا يرغبون في المفاوضات وإننا ننتظر المفاوضات والعرب هم الذين يتحملون المسؤولية، هذا أمر لا نوافق عليه". وتابع "هذا ليس بالوضع الجديد بمعنى أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل تحرك على مدى الشهور الماضية وسوف يتحرك على مدى الشهور القادمة لتحقيق تقارب بين وجهات النظر الفلسطينية من ناحية والإسرائيلية من ناحية أخرى. وفي سياق متصل دافعت السلطة الفلسطينية عن قرار المفاوضات غير المباشرة، فيما انتقدت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة حماس تلك الخطوة. وشدد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على أن "ضياع هذه الفرصة سيعني دفع المنطقة وشعوبها إلى أتون العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء". وبدوره قال مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "المفاوضات غير المباشرة بدون وقف الاستيطان بالكامل، وبدون الضغط الأمريكي على حكومة اليمين برئاسة نتنياهو في طريق مسدود". وأضاف "الأجوبة الأمريكية للسلطة الفلسطينية لا تبعث على الأمل، ولا تحدد سقفاً زمنياً للمفاوضات ولا تحدد إجراءات عملية إذا وصلت لطريق مسدود". ومن جانبه أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد أن "موافقة السلطة العودة للمفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني مخالف لقرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولإجماع فصائل المقاومة". واعتبر أن "الموقف الفلسطيني هو الأساس في الموقف العربي، وليس العكس"، مشيراً أنه كان على الرئيس أن يؤكد ويتمسك بموقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولا يخضع لأي ضغوط عربية رسمية أو دولية".