خلفت الفيضانات الكارثية التي ضربت أنحاء مختلفة من باكستان انعكاسات سلبية حادة على النشاط الاقتصادي في البلاد فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية التي سببتها الفيضانات. وأفادت الأنباء الواردة من أسواق الأسهم الباكستانية في كراتشي ولاهور وإسلام آباد أن مؤشراتها تراجعت بشكل كبير جراء كارثة الفيضانات التي أثرت على معنويات المستثمرين وخيمت أجواء الخمول على تداول الأسهم. وأضافت أن المؤشر العام لبورصة كراتشي كبرى سوق الأسهم الباكستانية هبط إلى عشرة آلاف وستة وعشرين نقطة مئوية بتراجع أكثر من ثمانمائة نقطة خلال أسبوع ليسجل أدنى مستوى له منذ أسابيع. من جهة أخرى حذر الخبير الباكستاني في الشئون الاقتصادية الدكتور شاهد حسين صديقي من انعكاسات كارثة الفيضانات على الاقتصاد الوطني على المدى البعيد، مشيراً إلى أنها ستؤثر بشكل حاد على ميزانية الدولة مثل ارتفاع حجم العجز على ميزانية السنة المالية المقبلة. وذكرت تقارير وإحصاءات محلية في باكستان أن اجتياح الفيضانات لأراضي زراعية واسعة في الأقاليم الباكستانية وتدميرها للمحاصيل الزراعية ينذر بقدوم أزمة غذائية في الفترة المقبلة. وفي ذات الإطار حذر صندوق النقد الدولي في واشنطن من تداعيات كارثة الفيضانات في باكستان وإلحاقها أضراراً بالغة لاقتصاد البلاد من حيث تأثر الإنتاج والتداعيات المتعلقة بالميزانية. من جهة أخرى ذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن البلاد تواجه بشكل عام أزمة في التموين ونقص في متطلبات الحياة اليومية وذلك لتأثير الفيضانات على شبكة المواصلات لاسيما الطرق والسكك الحديدية وانقطاع بعض المناطق عن أنحاء أخرى من البلاد، مشيرة إلى أن المناطق البعيدة مثل الحزام القبلي المحاذي لأفغانستان والمناطق الشمالية ومناطق كشمير تواجه نقص حاد في المؤن والمواد الغذائية لانقطاعها عن خطوط التموين الرئيسية. وأضافت أن النقص في متطلبات الحياة اليومية تعاني منه حتى المدن الكبرى وقد انعكس ذلك سلباً على الاستعداد الجارية لاستقبال شهر رمضان المبارك. // انتهى //