تتواصل الاستعدادات في مناطق الاستقطاب الشتوي في تهامة عسير لاستقبال آلاف المتنزهين من سكان المرتفعات بعد أن أخذت درجات البرودة تحط رحالها. وساعدت مشروعات الطرق العملاقة التي نفذتها حكومة خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على نمو كبير في الخدمات السياحية بمختلف أنواعها وأصبح السائح لديه أماكن متنوعة يقضي فيها إجازته سواء في السفوح أو الأودية الخضراء أو على شواطئ البحر الأحمر. ويتميز مناخ تهامة عسير بشدة الحرارة صيفا والاعتدال شتاء وتقل الحرارة على المنحدرات الغربية لسلسلة جبال عسير والأمطار غالبا في فصل الشتاء والخريف بمعدل قد يصل إلى 500 ملم. وتطل منطقة عسير على جبهة بحرية بشريط ساحلي بطول 140 كيلا يمتد من مركز السعيدة شمالاً إلى مركز الحريضة جنوبا وبينها مراكز عمق والبرك والقحمة. وتحظى هذه الأماكن بحركة كبيرة من الزوار نظرا لشواطئها الجميلة وكثرة الرؤوس والخلجان الصغيرة مما تتيح شواطئ مثالية للترويح العائلي إضافة إلى أن البحر الأحمر يحفل بتشكيلات ثرية من الشعب المرجانية التي تلعب بدورها في توفر أنواع الأسماك والقشريات والأحياء البحرية الأخرى. وبتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير تستعد محافظة رجال المع لتنظيم مهرجان عسير للعسل والذي حقق الأعوام الماضية نجاحا وقبولا من الزوار وتشارك في المهرجان جهات حكومية وتشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار. وتشير التقارير إلى أن محافظات محايل ورجال المع والمجاردة والمراكز التابعة لها شهدت نموا متسارعا خلال السنوات الثلاث الماضية وانتشرت المراكز السكنية والاستراحات والفنادق والشقق المفروشة والحدائق والاستراحات كما تسعى تلك المحافظات إلى التنسيق في أعداد برامج شتوية متنوعة منها الثقافية والشعبية والرياضية تناسب كل الأذواق. ويعتبر مشروع عقبة ضلع الذي تم الانتهاء من تنفيذه العام الماضي من أهم المشروعات الرائدة حيث لا يفصل بين درجه البرودة العالية والضباب في مدنية أبها وبين الأجواء الدافئة والشمس المشرقة وقامات السنابل الخضراء في المزارع إلا دقائق معدودة كما أن عقبة شعار تقوم بنفس الدور وهذا أدى إلى زيادة في عدد السواح إلى تهامة عسير . وتشتهر أماكن الاستقطاب الشتوي بأسواقها الشعبية الغنية بأنواع متعددة من التراث والنباتات العطرية والعسل والمصنوعات المحلية الخشبية منها والحديدية إلى جانب الخضروات والفواكه . وقد ارتدت الأودية والجبال والتلال في السهول الغربية حلة خضراء بفضل الله ثم بهطول الأمطار الموسمية التي رسمت الفرحة على محيا المزارعين في تلك الأماكن مما يشير إلى نمو كبير في المحاصيل الزراعية وزيادة في الثروة الحيوانية لهذا الموسم بإذن الله. // انتهى //