بدأت أماكن الاستقطاب الشتوية في منطقة عسير استعداداتها لاستقبال آلاف المتنزهين الذين يفضلون قضاء عطلاتهم وسط الأجواء الدافئة في موسم الشتاء، وساهمت مشروعات الطرق العملاقة التي نفذتها الحكومة في سرعة انتقال المواطنين من مكان إلى آخر بأمن وأمان. وتمتاز منطقة عسير بأجواء طبيعية ساحرة، حيث تفصل بضع دقائق بين شدة البرد والضباب والمطر في مدن المرتفعات، مثل أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة والمدن الأخرى وضواحيها، وبين الشمس المشرقة والاجواء الدافئة في المناطق المنخفضة وتهامة عسير وسواحلها. وأكد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل أن الواجهة البحرية لمنطقة عسير ستتغير خلال السنتين المقبلتين، حيث ستضاهي الواجهات البحرية في المناطق الأخرى بالمملكة. وأوضح بعد إحدى زياراته مؤخرا لعدد من البلديات على شاطئ منطقة عسير أن هناك مشروعات استثمارية تنتظر الساحل، إضافة إلى مشروع تطوير الساحل الذي ستتم ترسيته قريبا بقيمة 70 مليون ريال. وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز امير منطقة عسير ورئيس مجلس التنمية السياحية، يحرص المسؤولون في محافظات رجال المع ومحايل عسير والمجاردة ومراكز الحريضة والقحمة والبرك والشعبين على توفير كل الخدمات للزوار ليتمكنوا من قضاء اوقات اسرية سعيدة دون أن يعكر صوفهم أي شيء. حيث أكد سموه في تصريح سابق له أن منطقة عسير اصبحت مهيأة للسياحة طوال العام ولم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط. رجال ألمع ففي رجال المع يستعد تجار العسل للمشاركة في مهرجان العسل الرابع، وفي الحريضة على ساحل البحر الاحمر يستعد الصيادون لاقامة مهرجان الروبيان، وأكدت دراسات قامت بها عدة جهات منها الهيئة العليا للسياحة والاثار والغرفة التجارية الصناعية بأبها أن عسير اصبحت كلها موسمًا سياحيًّا وتحظى بإقبال كبير من المواطنين والمقيمين، كما أن الاقبال على الصناعات التقليدية الخفيفة والاسواق الشعبية تشهد رواجا كبيرا، كما أن انتشار المراكز السكنية الجديدة والفنادق والاستراحات بدأ يزداد بشكل ملحوظ. وأعطى التنوع المناخي والبيئي لمحافظة رجال ألمع جعلتها محط أنظار زوار عسير، من حيث موقعها الذي يمتد ما بين سواحل البحر الاحمر وحتى جبال السروات، كما أن المواقع السياحية في المحافظة كثيرة ومن اهمها الغابات التي توجد في اعالي الجبال والمنحدرات والاودية الخصبة والمدرجات الخضراء التي يشعر الزائر لها انه يعيش اجواء ريفية تمنحه السعادة والانتعاش. ويعد متحف المع من اشهر المتاحف في المنطقة ويحظى بوصول مئات الزوار سواء في الصيف او الشتاء للاستمتاع بمشاهدة الطرز المعمارية القديمة والمميزة التي ما زالت شاهدة على الحضارة. محايل عسير وفي محافظة محايل عسير ساهم الموقع المتميز في وسط تهامة في إعطائها شهرة واسعة كأحد أبرز مواقع السياحة الشتوية التي يقصدها الآلاف من اهالي المنطقة طوال فصل الشتاء اضافة إلى جمال الطبيعة وتقع محافظة محايل عسير في الجزء الغربي من منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها نحو 80 كيلومترا، فيما تبعد عن ساحل البحر الاحمر قرابة 70 كيلومترا وتقدر مساحة المحافظة ب5800 كيلو متر ويعد مناخ المحافظة حارا صيفا ومعتدلا شتاء حيث تصل درجة الحرارة العظمى إلى 45 درجة مئوية، اما الصغرى فتصل إلى 20 درجة مئوية وتمتاز محايل بأرض سهلية منخفضة تحيط بها الجبال والاودية دائمة الجريان بالمياه ذات الغطاء النباتي الطبيعي الذي يعد من أغنى مناطق تهامة كثافة بالاشجار ومرتفعاتها التي تكتسي بالخضرة والجمال وتنتشر بها المسطحات الخضراء والاشجار المعمرة والدائمة الخضرة وهو ما اكسبها شهرتها الواسعة وجعلها أحد اهم مشاتي منطقة عسير اضافة إلى حصونها الاثرية الكثيرة واسواقها الشعبية المنتشرة في كل ارجائها والتي تقام في أغلب أيام الاسبوع. أجواء المجاردة وفي المجاردة التي أخذت شهرتها كأحد مواقع الاستقطاب الشتوي في منطقة عسير وتبعد عن مدينة أبها بمسافة 180 كيلومترا، والتي يرتادها الكثير من الزوار بحثا عن الدفء فتجعل من يزورها مرة يكرر زيارتها كل عام اضافة إلى مكانتها التاريخية كونها تقع على طريق التجارة القديمة وتتنوع تضاريس المحافظة حيث تجد بها الجبال الشاهقة والمتوسطة مثل جبل بركوك وجبل تهوي وجبلي اثرب وثربان وجبل القوس وجبل ريمان وكذلك الاودية المنحدرة مثل وادي عبس وختبة ووادي الضمو والغيل وخاط وشري والعرضي ووادي نعص إلى جانب الاراضي المنبسطة في جهات أخرى من المحافظة. ويتصف مناخ المجاردة بالحار صيفا والمعتدل الدافئ شتاء وتهطل الامطار على مدار الفصول الاربعة نسبيًّا ويعتدل المناخ في المرتفعات صيفا بينما يميل إلى الدفء في المنخفضات، وفي الجانب التجاري تشتهر المجاردة بعدد من الأسواق الشعبية منها سوق الاثنين وهو السوق الرئيس لتهامة بني شهر يتوسط المحافظة ويعد مركزًا تجاريًّا وملتقى ثقافيًّا وسوق خبتة ويقام يوم السبت وسوق عبس يوم الاحد ويوم الثلاثاء يقام سوق ثلوث المنظر ويوم الأربعاء سوق بارق ويوم الخميس سوق خاط. وللسياحة الشتوية في المجاردة مستقبل كبير لجوها المعتدل وخاصة في فصل الشتاء مع توفر المتنزهات والحدائق والمظلات إلى جانب بعض المعالم الحضارية مثل سد بني قيس ويعتبر منتجعًا سياحيًّا يرتاده الزوار اضافة إلى دوره في مجالات الزراعة وقرية الرهوة ذات المدرجات الزراعية على سفح جبل تهوي والمطلة على وادي خاط. ولا تقتصر السياحة الشتوية على المحافظات الواقعة بين السهل والجبل، فهناك مركز القحمة الذي يعد من أقدم المواقع التاريخية في منطقة عسير بحكم موقعه الجغرافي حيث يحتل موقعًا استراتيجيًا متميزًا على شاطئ البحر الأحمر. ساحل القحمة والقحمة التي كانت الميناء الأول في المنطقة الجنوبية، ويقع مركز القحمة التابع لمنطقة عسير على ساحل البحر الاحمر في الجزء الجنوبي الغربي منها، ويبعد عن مدينة أبها 160 كيلو، وقد حظيت القحمة بقفزات تنموية وحضارية حتى أصبحت مدينة متكاملة المرافق والخدمات وقد تغير حالها كثيرا بعدما اقيم فيها مشروع برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للإسكان الوطني. وتمتاز القحمة بشاطئها الهادئ وآثارها الأصيلة وتراثها وتعتبر مشتى دافئا على سواحل تهامة عسير لها طابعها الخاص والفريد الذي يجعلها في مصاف المدن السياحية الساحلية في تهامة. وأصبحت القحمة مقصدًا للزوار والسائحين خاصة في إجازة نهاية الأسبوع ومتنزهًا بحريًّا يضم المباني القديمة والميناء القديم، إضافة إلى معالم النهضة العمرانية الحديثة والبنية التحتية ومقومات السياحة الشتوية والمتنفس الدافئ وشاهدًا من شواهد السياحة الرائدة في المملكة. وتشتمل القحمة على جزر بحرية مثل دمبل وسمر والسحل وأم القشع وأبو العقام، كما تضم سهولًا ساحلية محاذية لساحل البحر الاحمر تشمل سهولا رعوية كما تتميز طبوغرافية مركز القحمة بوجود العديد من المرتفعات البركانية مثل دمبل والوسم والخرماء وطف والقنا ورقعاء والعديد من الأودية الواسعة ومنها حمضة والعشير ويتمة وضنكان ونجل.