افتتح سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم المؤتمر العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التي ينظمها معهد اللغة العربية في جامعة الملك سعود وذلك في بهو الجامعة بالرياض. وقد بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة ايات من القران الكرم ، إثرها شاهد الجميع فيلما وثائقيا عن المؤتمر . ثم ألقى عميد معهد اللغة العربية الدكتور ناصر بن عبد الله الغالي كلمة بين فيها أن لأي لغة ميزة ومكانة ، فما بالها إن كانت العربية ، وللتعليم أي تعليم حق الصدارة والاهتمام ، فماذا لو ارتبط التعليم بهذه اللغة المباركة ومن أهمية هذا الارتباط تأتي أهمية هذا المؤتمر ليعالج قضايا اللغة وتعليمها ، من خلال محاور عديدة ، ويبحث في جوانبها وموضوعاتها المختلفة ما بين المعلم وتدريبه ، وبين المنهج وتصميمه ، وبين المقرر وإعداده ، وبين تعليم اللغة وطرقها . وقال // إن المؤتمر كثر طلابه ، وتباينت أوراقه ، وتشكلت عشرون ورقة ، اختيرت من بين مائتين ، ولقد غربت تلك الأوراق ، فهذه أمريكا ، وتلك أوروبا ، وذاك الشرق أقصاه ، وأدناه ، وهنا علمنا العربي// . وذكر ان المؤتمر يأتي بهدف مناقشة القضايا المتعلقة بعملية تعلم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بمكوناتها المختلفة ، ولاستكشاف الجديد في مجال تعلم وتعليم اللغات الأجنبية ، كما يهدف المؤتمر الى تقصي التطورات الجديدة في مجال علم اللغة التطبيقي ، ويقدم فرصا للقاء الأكاديمي والبحثي بين المتخصصين في مجال تعليم وتعلم اللغات الأجنبية . وأشار إلى أن عقد الانجاز والتميز يكتمل بموقع تعليم العربية عبر الانترنت وهو انجاز غير مسبوق في هذا المجال حيث تجاوز حدود الزمان والغى قيود المكان ، وانفتح على العالم أفراده ومراكزه بمنهجية حديثة نفخر بها ، وبها نفاخر وهاهم الان أكثر من الف دارس يدرسون في هذا الموقع ويتفاعلون مع مدرسيه الناطقين بالعربية من خلال غرف تفاعلية ، اقتربت من الواقع والغيت المسافات والحدود . بعدها القيت كلمة المشاركين، ثم القى معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن العثمان كلمة رحب فيها بسماحة المفتي . وقال // ان تشريفكم حفل الافتتاح يحركه الإحساس بالمسؤولية تجاه دور الجامعة العلمي ، ورسالتها السامية في تعليم اللغة العربية ونشرها ، باعتبارها عونا على فهم الدين ، وأساسا لا غنى عنه لتلاوة كتاب الله العزيز ، واستيعابه والعمل به // ، لافتا إلى أن المؤتمر ، هو إسهام معرفي وديني تقوم به الجامعة ، راجية أن يكلل جهدها بالخير والفلاح . وقال // إن جامعة الوطن ، جامعة الملك سعود ، وهي في خضم رحلة تنافسية مجهدة نحو العالمية والريادة ، لا تتيح لنفسها التخلي عن الإسهام بكل ما تطيق ، في خدمة ثقافة محيطها ولغتها الأصيلة ، فمد الجامعة جسور الصلة مع جامعات ومراكز بحثية عالمية ، وتحقيقها نجاحات غير مسبوقة في هذا الشأن ، لم يصرفها عن الاهتمام بخدمة لغتها وقضاياها المحلية ، وها هي تجسد أحد أدوارها بتنظيمها هذا المؤتمر //. وأضاف أن تأسيس معهد للغة العربية في رحاب الجامعة ، قبل خمسة وثلاثين عاما ، يؤكد الاهتمام بهذا الشأن منذ وضع البذور الأولى في تربة الجامعة ، وهذا الاهتمام إنما يثبت ضرورة العناية بالهوية الأصيلة ، والمحافظة عليها من التخلخل أو الذوبان ، ولا سيما ونحن نعيش اليوم عصرا ذا طبيعة مختلفة ، زالت منه الحدود ، وغاب عنه مفهوم المسافة والزمن ، ما يوجب حراسة الهوية وتحصينها عبر تكريسها وتنظيم الفعاليات لها والدعوة إليها ، وما يضاعف أهمية المحافظة على هويتنا ، أرتباطها الوثيق بديننا الإسلامي وثقافة المجتمع ، الأمر الذي يؤكد مدى التلاحم بين كل من الهوية اللغوية والدينية والثقافية . وأشاد الدكتور العثمان بالدور الجليل الذي يقوم به المعهد في هذا الإطار وخصوصا إصداره السلسلة التعليمية الأولى ، المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وكتبا تعليمية أخرى اعتمد عليها كثير من مراكز تعليم اللغة في الجامعات العالمية . ونوه معالي مدير جامعة الملك سعود بمبادرة المعهد لافتتاح موقع لتعليم اللغة العربية عبر الانترنت ، الذي يعد الاول من نوعه على الشبكة الالكترونية تحت إشراف مؤسسي . // يتبع //