شدّد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز آل الشيخ على أهمية تعلم لغات أخرى غير العربية، لكنه أكد في الوقت ذاته ضرورة المحافظة على اللغة العربية من اللحن والتبديل والتغيير. وقال عقب افتتاحه أمس المؤتمر العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التي ينظمها معهد اللغة العربية في جامعة الملك سعود: «نحن لا نحارب اللغات الأخرى فتعلمها ضرورة لمصالح الأمة لكن مع هذا كله فاللغة العربية تبقى لأهلها ويجب المحافظة عليها من اللحن والتبديل والتغيير لأنها لغة القرآن». ولفت إلى أن هذا المؤتمر مهم، وتشجيعه والسعي إلى تدعيمه أمر مطلوب «لأن باب اللغة العربية سبب لباب الإسلام والقرآن والسنة والتوعية بلغة العرب لغير الناطقين بها من أقوى وسائل الدعوة الى الله». ودشّن المفتي ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان موقع تعليم اللغة العربية عبر شبكة الانترنت. وألقى العثمان كلمة تحدث فيها عن أهمية العناية بالهوية الأصيلة، والمحافظة عليها من التخلخل أو الذوبان «لا سيما ونحن نعيش اليوم عصراً ذا طبيعة مختلفة، زالت منه الحدود، وغاب عنه مفهوم المسافة والزمن، ما يوجب حراسة الهوية وتحصينها عبر تكريسها وتنظيم الفعاليات لها والدعوة إليها». وتابع: «ما يضاعف أهمية المحافظة على هويتنا، ارتباطها الوثيق بديننا الإسلامي وثقافة المجتمع، وهو ما يؤكد مدى التلاحم بين كل من الهوية اللغوية والدينية والثقافية». وأشاد العثمان بالدور الذي يقوم به المعهد في هذا الإطار، خصوصاً إصداره السلسلة التعليمية الأولى، المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكتبا تعليمية أخرى اعتمد عليها كثير من مراكز تعليم اللغة في الجامعات العالمية. من جهته، أوضح عميد معهد اللغة العربية الدكتور ناصر الغالي أن 200 ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر اختير منها 20، تناقش القضايا المتعلقة بعملية تعلم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بمكوناتها المختلفة، واستكشاف الجديد في مجال تعلم وتعليم اللغات الأجنبية، وتقصي التطورات الجديدة في مجال علم اللغة التطبيقي. وذكر أن أهمية موقع تعليم العربية عبر الانترنت تنبع من أنه تجاوز حدود الزمان وألغى قيود المكان، وانفتح على العالم بمنهجية حديثة، مشيراً إلى أن نحو 1000 شخص يدرسون في هذا الموقع ويتفاعلون مع مدرسيه الناطقين بالعربية من خلال غرف تفاعلية، اقتربت من الواقع وألغت المسافات والحدود. بعد ذلك، بدأت جلسات المؤتمر التي تناقش موضوعات عدة، منها: الأسس العلمية واللغوية لبناء مناهج النحو لغير الناطقين بالعربية والكفاية التخاطبية لمتعلمي العربية من الناطقين بغيرها. وفي تصريح عقب المؤتمر، قال المفتي عبدالعزيز آل الشيخ: «الحج موسم للعبادة وتقوى اجتماع للكلمة وتآلف للقلوب ومن يدعو الى غير ذلك فدعوته باطلة».