تبدأ في العاصمة القطرية بعد غد الثلاثاء الموافق 4 ربيع الآخر 1430 ه الموافق الحادي والثلاثين من شهر مارس 2009 م أعمال القمة العربية الثانية مع دول أمريكا الجنوبية. وتتصدر القمة ثلاث قضايا رئيسة تتمثل في علاقات التعاون الثنائية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية بين الجانبي، لكن الموضوع الأبرز الذي تشهده القمة هو بناء تعاون إقليمي وعلاقات سياسية خارج نطاق الأقطاب التقليدية المعروفة. في المجال السياسي يتصدر الملف الفلسطيني الملفات السياسية التي ستناقش خلال القمة حيث تتوافق رؤى دول أمريكا الجنوبية مع مواقف الدول العربية ,فيما يخص السلام بالمنطقة وضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 م , كما تتوافق الرؤى بين الجانبين تجاه الوضع في العراق والسودان والصومال. يشار في هذا السياق إلى مواقف الدول الأمريكية الجنوبية تجاه رفضها العدوان الإسرائيلي على غزة وخاصة قيام بعض الدول الأمريكية الجنوبية بقطع علاقاتها مع إسرائيل وقيام المظاهرات الغاضبة في عدد من عواصمها ومشاركة البعض منها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير الذي عقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر. وستبحث القمة إنشاء آلية مشتركة للتعامل مع تداعيات الأزمة المالية العالمية وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ورجال الأعمال في البلدان العربية ودول أمريكا الجنوبية ونقلت مصادر عن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو قوله إن كاراكاس ستقترح على المجتمعين إنشاء صندوق استثماري ووضع آليات تمويل جديدة لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية، فضلا عن آليات التنمية الصناعية والتكنولوجية. وبحسب مصادر اقتصادية عربية فإن العلاقات التجارية بين دول لمنطقتين شهدت نقلة نوعية منذ عقد القمة الأولى في برازيليا عام 2005 , حيث قفز حجم التبادل التجاري بين الدول وبين البرازيل من ثمانية مليارات دولار في عام 2005 إلى 21 مليار دولار, ووصل حجم التبادل التجاري مع الأرجنتين إلى خمسة مليارات دولار في نهاية عام 2008 . ويتوقع أن يكون هناك حضور عالي المستوى من قبل الجانب الأمريكي الجنوبي للقمة حيث أن هناك رؤساء أمريكيين جنوبيين كثيرين أكدوا حضورهم مثل رؤساء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وبيرو والإكوادور وبوليفيا ونائب رئيس كولومبيا , وترتبط الدول العربية بعلاقات وثيقة مع دول أمريكا الجنوبية ، خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري من خلال التبادل التجاري في مجالات الطاقة والمواد الصناعية والزراعية. ويقول مدير إدارة الأمريكيتين في جامعة الدول العربية إبراهيم محيي الدين إن القمة ستكون فرصة لانطلاقة جديدة للتعاون وبناء علاقة استراتيجية بين الإقليمين بعد النقلة النوعية التي شهدتها منذ عقد القمة الأولى في العاصمة البرازيلية برازيليا خلال الفترة يومي العاشر والحادي عشر من شهر مايو 2005 والتي جمعت الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية وعددها 22 ودول أمريكا اللاتينية وعددها 12 دولة. و تكتسب قمة الدوحة العربية الأمريكية الجنوبية أهمية كبرى لتشابه الظروف التاريخية والثقافية بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية مما يتطلب مزيدا من التقارب والتعاون بينهما وذلك عبر مزيد من التواصل والتنسيق والتشاور فيما بينها على مختلف المستويات سواء على المستوى السياسي فيما يختص بقضايا عالمنا المعاصر. وعلى مستوى المنظمات الدولية كهيئة الأممالمتحدة ومنظمة التجارة العالمية أو على مستوى التجمعات الإقليمية في المنطقتين كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية واتحاد دول أمريكا الجنوبية. // انتهى // 1826 ت م