أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن التأييد الواسع النطاق من جانب غالبية دول العالم للدعوة التي وجهتها مصر لاستضافة المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة يؤكد مكانة مصر في المجتمع الدولي وتهاوي كل الادعاءات بإمكان عقد مؤتمرات منافسة للإعمار في القطاع .. مبرزة في الوقت ذاته مساعي بعض الدول لعقد مؤتمر بديل للإعمار في غزة وكأن المسألة منافسة أو مزايدة أو دعاية وليست عملا دءوبا ومخلصا لإعادة بناء ما دمره العدوان الاسرائيلي في حربه الهمجية علي الشعب الفلسطيني. وقالت أن مصر أعلنت دعوتها لعقد المؤتمر في سياق إستراتيجية مصرية أوسع لمواجهة تداعيات العدوان وسعيا لعدم تكراره وذلك من خلال التوصل إلي اتفاق للتهدئة تمهيدا للعودة إلي المفاوضات السلمية مترافقا مع تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وبالتوازي مع كل ذلك إعادة إعمار القطاع .. مشيرة إلى المساعي المصرية في سبيل إنجاز هذه الحزمة المتكاملة من الأهداف من خلال المفاوضات مع حركة حماس والإسرائيليين. ودعت الصحف إلى تكاتف الجهود العربية لإنجاح مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة .. مشددة على أن مثل هذا النجاح لن يكون لمصلحة مصر بل لمصلحة كل الفلسطينيين خاصة أولئك الذين تعرضوا للعدوان في غزة. وبشأن الانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي جرت مؤخرا قالت الصحف أن نتائج الانتخابات أظهرت أن السياسات المتشددة والدموية تحظي بتأييد أكبر من جانب الإسرائيليين..مدللة على ذلك بالمكاسب التي حققها حزب (إسرائيل بيتنا) الذي بنى حملته على العداء لعرب 48 الذين يعيشون داخل إسرائيل. وقالت ان من يتوقع من حكومة إسرائيلية سواء من اليمين أو اليسار المضي من تلقاء نفسها نحو السلام فهو واهم لا يعرف شيئا عن إسرائيل القائمة على أساس فكرة التوسع والتشبث بأي شبر اغتصبته بالقوة. وعلى صعيد آخر سلطت الصحف الضوء على الجولة الأوروبية التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك والمباحثات التي أجراها مع القادة الأوروبيين .. وقالت أن مباحثات الرئيس مبارك مع قادة فرنسا وايطاليا وتركيا حققت نجاحا تاريخيا وتوافقا واضحا لمساندة وتأييد جهود مصر للتهدئة في غزة ورفع الحصار عن شعبها واعادة الاعمار للبنية الأساسية التي دمرها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشارت إلى أن القادة الأوروبيين استمعوا إلي رؤية الرئيس مبارك حول ترابط الوفاق الوطني الفلسطيني بالحفاظ علي مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية والعودة للتهدئة لتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات خاصة مع تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وأولوية الحاجة إلي تحرك دولي عاجل يأخذ في الاعتبار كل الحقائق ويركز علي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وخلصت الصحف إلى القول أن الجولة الرئاسية حققت نجاحا إيجابيا فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول لتنمية الاستثمارات المشتركة والتنسيق في مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية وتبادل الخبرات في هذا الصدد.