أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله حق التقوى واتباع أوامره واجتناب نواهيه . وقال في خطبة الجمعة اليوم // لقد سما الاسلام بالانسان روحا وجسدا عقلا وقلبا فلم يضع في عنقه غلا ولا في رجله قيدا ولم يحرم عليه طيبا ولم يبح له خبيثا بل خاطبه ربه خطابا صريحا قائلا // يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ماشاء ركبك // . . لقد اختص الله الإنسان من بين خلقه بأن كرمه وفضله وشرفه وأنزل إليه وعليه كتبه وأرسله وأرسل اإليه فلا يحسبن أن الانسان أن يترك سدى وانه الى الله لايرجع . وقد امتاز المؤمنون الموحدون في هذا المضمار بوحدة المصدر ووحدة الهدف ووحدة المعبود قبل ذلك // . وأضاف فضيلته يقول // إن من يستشعر هذا فلن يكون له منطلق إلا الإسلام ولا ريب أن أصحاب الإسلام أصحاب دين لايموت ولا ينبغي له أن يموت مهما هبت الأعاصير وادلهمت الخطوب ومهما بدا على أهله الإعياء والشيخوخة فإن الإسلام لايعرف الشيخوخة ولا الهرم فهو كالشمس في قدمها وجدتها وعندما يشرئب اعداؤه إلى أن تشيع جنازته فانهم سيرجعون البصر لينقلب إليهم بصرهم خاسئا وهو حسير لما يرون من بزوغ شمس الاسلام من جديد كلما اوقدوا نارا للحرب أطفأها الله //. وأردف يقول // بيد أن المسلمين في هذه العصور المتأخرة هم أكثر الناس آلاما ولعل أرضهم وديارهم وأموالهم وصياصيهم قد استنسر وسطها البغاة واستأسدت بها الحمر يزج بهم في كل مضيق من اجل ان يتجرعوا الحقائق المطلوبة على مضض ولا يكادون يسيغونها الى ان يعترفوا كرها بأن حقهم باطل وباطل غيرهم حق لينطق لسانهم بالرسم المغلوط والفهم المقلوب // واشار فضيلته إلى أن المؤمن الصادق لايمل كثرة الحديث عن مآسي المسلمين وانتهاك حقوقهم وحرماتهم وسلب اراضيهم لان الكأس تفيض عند امتلائها مؤكدا أنه من خلال هذا الحديث لايتم التنقيب عن نائحة مستأجرة تسمعنا نحيبها لان البكاء لايحيي الميت كما ان الدموع لاتعار والاسف لايرد الغائب ولكن العمل مفتاح النجاح وأن رأس العمل في ذلك هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم إلى وحدة وإخاء أمتنا الإسلامية والتناصح والتناصر من أجلها إحقاقا للحق وإبطالا للباطل . واوضح فضيلته ان المتأمل في هزائم المسلمين وفي ضعفهم الحديث واستكانتهم المستحوذة عليهم ليجد انها لم تكن بدعا من الامر ولا هي دون مقدمات وانما هي ثمرة خلل وتقصير ملحوظ في قيام المسلمين بواجباتهم في ميدان التمسك بالدين وبالقوة والتناصر حتى لاقت الامة من اعدائها صور اللين في حال المكر وصور البطش في حال الغزوة وهم في لينهم يدسون السم في العسل وفي بطشهم يهتدفون الهمجية والجبروت والتلويح بالقوة . // يتبع // 1735 ت م