ﺃوصى إمام وخطيﺐ المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم ا لمسلمين بتقو ى ا ﷲ حق التقوى، واتباع ﺃوامره واجتناب نواهيه. وقال في خطبة الجمعة ﺃمس: "لقد سما الإسلام بالإنسان روحا وجسدا وعقلا وقلبا؛ فلم يضع في عنقه غلا ولا في رجله قيدا، ولم يحرم عليه طيبا ولم يبح له خبيثا، بل خاطبه ربه خطابا صريحا قائلا: يا ﺃيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في ﺃي صورة ما شاء ركبك . وﺃضاف: "إن من يستشعر هذا فلن يكون له منطلق إلا الإسلام، ولا ريﺐ ﺃن ﺃصحاب الإسلام ﺃصحاب دين لا يموت". وﺃردف بقوله: "بيد ﺃن المسلمين في هذه العصور المتأخرة هم ﺃكثر الناس". وﺃشار إلى ﺃن المؤمن الصادق لا يمل كثرة الحديث عن مآسي المسلمين وانتهاك حقوقهم وحرماتهم وسلﺐ ﺃراضيهم؛ لأن الكأس تفيض عند امتلائها. وﺃوضح ﺃن المتأمل في هزائم المسلمين وفي ضعفهم واستكانتهم المستحوذة عليهم ليجد ﺃنها لم تكن بدعا من الأمر، ولا هي دون مقدمات، وإنما هي ثمرة خلل وتقصير ملحوظ في قيام المسلمين بواجباتهم. وقال: "ما مضى ذكره إنما هي خلجات صدر فائضة تأخذ بتلابيﺐ الغيور على ﺃمته وبني ملته، إلى الحديث عن ثالث المسجدين ومسرى رسول اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم. عن فلسطين الأبية، نعم فلسطين.. التي تعد نقطة ارتكاز في ميدان الانتماء في القضايا الإسلامية". إن هذه الأرض الطاهرة المباركة لا تزال محطا للمقارنة بين السلوك الحربي لجيوش ا لمسلمين و غز ا تهم و بين سلوك جيوش غير المسلمين من النصارى والصهاينة ومنهم بعض جيوش الحضارة المعاصرة. ونبه إمام وخطيﺐ المسجد الحرام فضيلة الدكتور سعود الشريم المسلمين إلى ﺃن يدركوا جميعا ﺃ ن ا نتصا ر ا لمسلمين وانكسارهم لا يرجع بالضرورة إلى قوة ﺃعدائهم ﺃو ضعفهم، بقدر ما يرجع في الحقيقة إلى الأمة الإسلامية نفسها؛ فإذا ما وحدت ربها ثم وحدت كلمتها؛ فإنها منصورة لا محالة: (إن تنصروا اﷲ ينصركم ويثبت ﺃقدامكم).