الأطفال شريحة مهمة من شرائح المجتمع, وفاعلة في ذات الوقت كونها سريعة الاكتساب والتأثر، وكونها تمثل جيل الغد بأكمله لذا تعد ثقافتهم هي مكونات الحراك الاجتماعي لجيل واعد على مختلف الأصعدة. ومن هنا يجيء تركيز الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الكهرباء // أوفر لك // التي انطلقت في جميع مناطق المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الثامن عشر من شوال الماضي بتنظيم من وزارة المياه والكهرباء ، لهذه الشريحة وتوجيه رسالة مناسبة لها ضمن برامج وفعاليات الحملة بهدف تنمية ثقافة الترشيد لدى النشئ ولكن من يقوم بهذه المهمة ومن هم أكثر الناس التصاقاً بهذه الفئة وتأثيراً عليها وأنسبهم لتكريس هذه الثقافة لديهم. ولاشك أن هناك عدة جهات مسئولة عن هذا الجانب أولها الأسرة مفوضاً الوالدين والإخوة والأخوات الأكبر سناً فهم الأقدر على بث ثقافة الترشيد وإيصال مفاهيمه للأطفال حسب سنهم وعقلهم ووفقاً لتعاملهم مع التيار الكهربائي حتى يكونوا على دراية بأهمية الترشيد والفوائد الآتية والمستقبلية التي تعود على الفرد والمجتمع والدولة من وراء هذا السلوك حيث تستطيع الأسرة أن تغرس هذه المفاهيم من خلال القول والفعل معاً وان تكون قدوة للصغار وذلك بالاهتمام بالترشيد وعدم ترك الغرف غير المشغولة مضاءة أو ترك السخان يعمل دون وجود أحد في المكان أو من خلال التوجيه بإطفاء إنارة دورات المياه والمطبخ أو غيرهما من الأماكن بمجرد خروج آخر شخص من المكان فضلاً عن ذلك تستطيع الأسرة أن تشرح للطفل مزايا ترشيد استهلاك الكهرباء بعملية بسيطة بحيث يفهم أن هذا الترشيد يوفر للأسرة مبالغ إضافية يمكن استغلالها في شراء المزيد من الاحتياجات الأطفال أو غير ذلك من الأساليب والوسائل المؤثرة على الطفل . والمدرسة أيضاً تلعب دوراً مهماً في توعية وتبصير النشئ بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء وذلك من خلال المجلات والصحف المدرسية ، ومن خلال الملصقات الإرشادية , والمعارض والرسومات والدراما المدرسية وغيرها وأيضاً من خلال تفاعل المدارس مع حملات الترشيد وزيارة معارضها وتوزيع مطبوعاتها وإيصال رسالتها إلى هذه الفئة الفاعلة حائراً ومستقبلاً ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أيضاً تضطلع بدور مهم وأساسي من خلال البرامج الدرامية وبرامج الأطفال تحديداً وكذلك من خلال الرسوم التعبيرية والقصص المصورة ومسابقات الأطفال ، إذ لابد من الاعتناء بهذه الشريحة وايلائها الأهمية القصوى لان هذا يصب في خانة بناء جيل الغد ثقافياً وسلوكياً وغرس قيم الترشيد لدية بمفهومها العميق. // انتهى // 1427 ت م