يتجه الاتحاد الأوروبي إلى التخلي وبشكل مؤقت عن خطته بتمكين إسرائيل من مكانة متميزة ضمن آليات تعامله الخارجي ومنحها وضعية ترقى إلى مستوى العضوية ووفق ما كان مقررا له حتى الآن. وصرح دبلوماسيون بأن دول الاتحاد الأوروبي ستعلن يوم الاثنين استعدادها لتعزيز العلاقات مع إسرائيل لكنها ستحثها على إحراز تقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط. ويتوقع أن يعطي وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لتعزيز محدود نسبيا للعلاقات مع اسرائيل خلال محادثاتهم في لوكسمبورغ قبل ساعات من اجتماعهم المقرر هناك مع نظيرتهم الاسرائيلية تسيبي ليفني. وقال دبلوماسيون ان دول الاتحاد الاوروبي وافقت على نص يوضح استعدادها لتعزيز الروابط مع اسرائيل في مجالات السياسة الاجتماعية ودخول سوق الاتحاد الاوروبي وقضايا تنظيمية . ولم تتضمن صياغة النص أي ربط بين تعزيز العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وإسرائيل وإحراز تقدم في عملية السلام. ويأتي العرض الأوروبي لتعزيز العلاقات مع إسرائيل أكثر تواضعا من الاقتراحات التي قدمتها إسرائيل العام الماضي وتضمنت عقد لقاءات قمة بين قادة إسرائيليين وأوروبيين واجتماعات مع وزراء قطاعات في الاتحاد الأوروبي على رأس قائمة موضوعات الجلسة السنوية الحالية التي تعقد على مستوى وزراء الخارجية. وعقدت إسرائيل اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة تستمر سبع سنوات لوضع جدول للاجتماعات السياسية بين الجانبين وتنظيم علاقات التجارة ومجالات التعاون بدءا من الأمن الداخلي الى التعليم وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن دول التكتل الأوروبي السبع والعشرين أخفقت في بلورة موقف موحد تجاه التعامل مع إسرائيل لعدة عوامل داخلية وخارجية. وبين المصدر انه في حين ان ألمانيا وهولندا والدنمرك وجمهورية التشيك مارست ضغوطا في اتجاه تنفيذ التعهدات والالتزامات التي قطعتها المفوضية الاوروبية والمؤسسات الاتحادية في بروكسل منذ عام 2007م بمنح إسرائيل مكانة متميزة وخاصة وتمكينها من مجالات تعاون ترقى الى مستوى العضوية الاوروبية فان دولا أخرى ومنها اليونان وقبرص هددت بعرقلة الملف برمته في حالة عدم إرجائه او تخفيض درجته. أما فرنسا والتي وقفت حتى الآن بقوة وراء دعم العلاقات مع إسرائيل فإنها أبدت تراجعا تكتيكيا حسب نفس المصدر وذلك لتجنب استفزاز الدول العربية وخاصة المتوسطية وضمن مشاركتها في قمة باريس المقررة ليوم 13 يوليو المقبل لإطلاق ما بات يعرف بالاتحاد من اجل المتوسط. ويتحرك الدبلوماسيون الفرنسيون حاليا في عدة اتجاهات لدى الدول العربية لجرها نحو المشاركة في تلك القمة ولدى إسرائيل لدفعها لتجنب أي تصعيد حاليا ضد سكان غزة قبل قمة باريس ولدى الدول الاوروبية لإنقاذ المشروع وتجنب تصدعه بشكل جدي. ولكن المسئولين الأوروبيون ابلغوا إسرائيل إن فرنسا وخلال توليها الرئاسة الاوروبية خلال النصف الثاني من العام الجاري ستعمل على تنفيذ الالتزامات الاوروبية والتي اتخذت بشكل سري وتم التنديد بها من قبل العديد من الفعاليات الاوروبية وخاصة داخل البرلمان الأوروبي ومن قبل الجامعة العربية والحكومة الفلسطينية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الاوروبية. و بدأت فرنسا بالفعل ومنذ عدة أسابيع بتغيير طبيعة علاقاتها مع إسرائيل من جانب واحد في انتظار القرار الأوروبي حيث مكنت باريس المؤسسات الإسرائيلية من الولوج إلى السوق المالية الفرنسية دون رقابة وهو نفس الإجراء الذي يخطط له الأوروبيون حاليا ضمن أفق دعم المعاملات التجارية والنقدية مع إسرائيل. //انتهى// 2021 ت م