علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على كلمة الرئيس الامريكي جورج بوش في افتتاح المنتدى الاقتصادي الدولي دافوس بشرم الشيخ وكلمته السابقة في الكنيست الاسرائيلي حينما زار اسرائيل الاسبوع الماضي وقالت لم تقتصر السياسة الأمريكية التي يطبقها الرئيس بوش بفظاظة على ضمان التفوق العسكري والتكنولوجي لإسرائيل علي الدول العربية قاطبة بل تعدت ذلك إلي فرض تقسيمات لهذه الدول عن طريق تغذية الاختلافات والخلافات الثانوية بحيث تتحول إلي عقبات وربما حروب تحول دون تحقيق وحدة عربية أو حتى قيام أي نوع من التنسيق والتضامن العربي كسلاح ضروري في المعركة الاساسية لاسترداد الحقوق العربية والفلسطينية بشتي الوسائل الممكنة. واضافت قائلة انه يجب النظر إلى الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي من مؤتمر دافوس إلي الدول العربية لمحاربة حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحركة المقاومة اللبنانية حزب الله وعزل سوريا وحليفتها إيران في الوقت الذي لم يقدم فيه الرئيس الأمريكي سبباً واحداً يقنع الدول العربية بتلبية دعوته غير اتهامات الإرهاب والتطرف التي يحاول إلصاقها بكل المقاومين للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان وللمحاولات الأمريكية كزعزعة الاستقرار في بقية الدول العربية التي لا يرضي عن سلوكها البيت الأبيض معتبرة إن بوش يدعو العرب لتوجيه أسلحتهم إلي صدورهم من أجل مصالح تل أبيب وواشنطن فهل ينتظر استجابتهم حقاً. واكدت الصحف المصرية انه يبدو الآن بكل وضوح وجلاء مدى التفهم الواعي والموضوعي للرؤية المصرية تجاه القضايا الإقليمية والدولية وهذا ما يتبين بكل صدق من معاني ودلالات الخطاب الذي ألقاه الرئيس حسني مبارك في افتتاح المنتدي الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ مشيرة الى انها تضمنت ادراكا حقيقيا لأبعاد المشكلات والقضايا التي تعاني منها المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتري أنها جوهر الصراع في المنطقة والمدخل الصحيح لمعالجة باقي أزماتها وأن السلام العادل والشامل هو مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط والطريق الصحيح لمحاصرة قوي التطرف والإرهاب. ورأت ان هذه الرؤية المصرية للقضايا الإقليمية تشتبك في حوار حاد مع الرؤية الأمريكية التي يطرحها الرئيس الأمريكي بوش الذي كشف عن انحياز مطلق للدولة العبرية وتجاهل على نحو سافر معاناة الشعب الفلسطيني معربة عن دهشتها من أن بوش السادر في غيه واصل بلاغته الجوفاء وردد عبارات سابقة التجهيز عن إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة رئاسته في نهاية العام الحالي وهو يردد هذه البلاغة الجوفاء دون أن يحدد أية إجراءات لإمكان تحقيق الدولة الفلسطينية والأغرب من هذا أنه بانحيازه لإسرائيل والتصاقه بها يهدر أية فرص حقيقية لقيام الدولة الفلسطينية. وانتقدت الصحف كلمة الرئيس الامريكي في منتدى دافوس بشرم الشيخ لانه نصب نفسه واعظا ومبشرا بالديمقراطية في المنطقة وكأن الديمقراطية اختراع أمريكي ينبغي تسويقه في الشرق الأوسط وغيره من المناطق في حين أن الديمقراطية مبدأ سياسي متعارف عليه وتسعى كل شعوب الدنيا لتطبيقه تبعا لظروفها وأحوالها دونما إملاء من بوش أو غيره. //انتهى// 0945 ت م