عقدت الليلة الماضية محاضرة علمية لفضيلة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله المطلق بعنوان / موقف المسلم من الفتن / وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . حيث استهل معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا المحاضرة بكلمة رحب فيها بالدكتور المطلق وأكد أن المحافظة على وحدة الأمة فريضة عليا تطوى في سبيل تأمينها صفحة أي خلاف فرعية . وأشار الدكتور العقلا الى أن القرآن الكريم عندما يحدثنا عن الفتن المنتهية بالصراع والشقاق ثم الاقتتال بين المسلمين يخبرنا بأنها تبدأ على استحياء في صور اختلاف العقول في تقويم حقيقة أو في تقدير حكم عقلي أو شرعي وفي وسط هذا الاختلاف يتبارى الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه من القرآن والسنة ابتغاء الفتنة وهنا يستفحل الخلاف الذي لم يكن منه خطر يذكر في بدايته ويتسع هوته مع اختلاطه بنوازع الهوى وبواعث المصالح الشخصية حيث يحتدم الصراع ويزداد الشقاق ويكون ظاهره الخصومة وغالباً ما يضيع الحق أو يلوث في حمأة هذا الشقاق وما يدرى هؤلاء الذين يختلقون أسباب الخلاف ثم يهيجون ريحها في صفوف المسلمين أي شر مستطير يصنعون ولا إلى أي مدى يذهبون . بعدها قدم فضيلة الدكتور المطلق محاضرته موضحاً في بدايتها اقسام الفتن من حيث العموم ومن حيث الخصوص بمكان أو شخص وقال // من حيث الموضوع فإن هناك فتنة تستباح فيها الدماء وتسلب فيها الأموال وهناك فتن فكرية وهي تنتشر في الشائعات وتدليس الحقائق وفتنة الخوارج من هذا النوع // . وأكد الشيخ المطلق أن من وسائل السلامة من الفتن اللجوء إلى الله بالدعاء والإعتصام بالكتاب والسنة ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم لأنه رمز عز هذه الأمة ودليل قوتها والبعد عن أسباب الفتنة والفرقة والتثبت من الأمور وعدم التسرع في الحكم على الشئ قبل التأكد فالفتن ميدان الإشاعات وكذلك الحذر من إتهام العلماء الربانيين حملة النور والهدى كما أنه يجب على المسلم حفظ لسانه ويده وقلمه لأن وقع اللسان وقت الفتن أشد من وقع السنان وأن لا يكون الإنسان موقد حرب وبائع سلاح وناشر معضلة وأن من بيع السلاح في زماننا نشر الإشاعات التي تفرق بين الأمة فإنه في أمور الفكر كبيع السلع في أمور الحرب وأن يكون الصبر سلاحه والحلم أداته وأن يقوم بدور المهدئ الناصح الذي يجمع الكلمة ويدل إلى الخير وأن يبتعد عن السعي في الفتنة ونشرها فكلما قلت حركة الإنسان في الفتن كان أسلم له وأن يتحلى بالتعقل والتحلم وأن يراعي العدل ويلتزم الإنصاف مع الصديق والعدو وألا يحمله الهوى على التجهل ومناصرته لافتا فضيلته الى انه لايجوز في هذا العصر الاجتهاد الإفرادي في المسائل العامة لوجود مؤسسات الاجتهاد الجماعي ولأنه لابد في الفتوى من رأي الخبراء والمتخصصين . بعد ذلك أجاب فضيلته على أسئلة ومداخلات الحضور .