ليس بدعا أن يختلف الناس، ولكن المهم أن لا يتعدى الخلاف حدود الأدب ومنهجه في الحوار. ورحم الله الإمام القائل : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. وفي كتاب عنوانه : (الاختلاف أسبابه وآدابه) من إصدار معهد مكةالمكرمة في جدة وتأليف الدكتور مولاي إسماعيل ولد القريشي بن الشريف توضيح لما يحدث من اختلاف بين البشر والآداب التي يجب مراعاتها، وقد جاء في المقدمة ما نصه : إن الخلاف والاختلاف سنة كونية شرعية وذلك أن الله تعالى أراد منا الاتفاق على كليات الدين وقواعده شرعا فمن هداهم الله لذلك برحمته هم المؤمنون، ومن خالفهم في ذلك فقد خالف شرع الله ودينه : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وإن جرت عليه سنته الكونية التي اقتضت وجود الخلاف بين عباده. ومن الخلاف الشرعي القدري ما يقع بين أهل العلم ممن يملكون أهلية النظر والاستدلال وقصدوا الحق بعيدا عن الغي والضلال، إذ إن كلا من المصيب والمخطىء منهم مأجور، وإن لم يحظ بالأجرين، لأن كل ذلك أراده الله شرعا وقدرا، وهو جانب واسع يدخل فيه اختلاف العلماء المجتهدين، وتقدير المصالح والمفاسد ونحو ذلك قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه أيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد) . هذا وقد اشتمل البحث على مقدمة وتعريف للخلاف والاختلاف، وأنواعه، وأسبابه، وأهم آدابه، وذكر بعض أمثلة من مسائله عند السلف في الأصول والفروع وبيان واقع المسلمين اليوم، مع وجوب الأخوة بين المسلمين ثم الخاتمة. وفي فصل بعنوان: تعريف الاختلاف، يقول المؤلف : الاختلاف والخلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر، إما في حاله أو قوله من غير تنازع ولا شقاق، ومنه قوله تعالى: ( فرح المخالفون بمقعدهم خلاف رسول الله) أي : مخالفة رسول الله، ويقال: قوم خلفة أي مختلفون، ورجل خالفة أي كثير الخلاف هذا في الأصل اللغوي وإنما أطلق الخلاف على التنازع استعارة لما يقع من كثير من الناس. والخلاف أعم من الضد لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال تعالى : ( فاختلف الأحزاب)، ( ولا يزالون مختلفين)، (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه).. والفرق بين الاختلاف والخلاف: أن الاختلاف ما كان في الطرق الموصلة دون ما كان في المقاصد والأهداف، والخلاف يكون في الطرق وفي المقاصد. تحية للمؤلف وشكرا للقائمين على المعهد. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة هود : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين). وحديث : صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). شعر نابض : ولا تكتب بخطك غير شيء يسرك أن تراه في القيامة. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة