اعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بشكل شبه يومي والتي كان أحدثها المجزرة التي وقعت أمس في قطاع غزة تمثل أكبر خطر على عملية السلام وأنها تقوض كل الجهود المبذولة على طريق التسوية العادلة والدائمة. ولفتت إلى أن المجزرة وقعت بعد يوم واحد من بدء مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل لمناقشة القضايا الجوهرية مثل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات وغيرها كما وقعت بعد التصريحات المتفائلة التي صدرت عن أحمد قريع رئيس وفد التفاوض الفلسطيني وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة الوفد الإسرائيلي اللذين أكدا أن بداية المفاوضات كانت جيدة مما أثار آمالا بامكانية تحقيق الهدف المنشود بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين بحلول نهاية عام 2008 وهو الموعد المستهدف الذي حدده الرئيس جورج بوش أثناء مؤتمر انا بوليس للسلام. وقالت الصحف //إنه من غير المعقول أن تتواصل المفاوضات بين الجانبين على وقع أعمال القتل والتخريب والتدمير والمذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة .. مؤكدة أن المتفاوضين لايمكنهم أن يبحثو في قضايا الوضع النهائي في الوقت الذي يواصل فيه الجانب الإسرائيلي جهودا دءوبة لتعميق الانقسام بين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة//. واستطردت إذا كان الاحتلال هو أصل كل بلاء وسبب كل المصائب التي تجري الآن في الأراضي المحتلة إلا أن هذا لا يعفي بعض الجماعات المسلحة في غزة مما يجري من حصار وقتل وتشريد لأبناء القطاع .. مطالبة جميع الفصائل الفلسطينية أن تعمل وفق استراتيجية متكاملة تضع في الاعتبار استخدام كافة أوراق المقاومة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود بإقامة الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين أو تعويضهم بدلا من هذا الانقسام في المواقف الذي يدفع ثمنه الأبرياء من هذا الشعب وهو ثمن باهظ بكل المقاييس. وشددت الصحف على أن اسرائيل لم تغير العنصرية المدسوسة عن المنطقة وكذلك القوى التي كانت تعطيها قبلة الحياة فأصبحت الآن تعطيها أدوات القهر والطغيان .. مشيرة إلى تغير العرب الذين ركنوا إلى أوهام السلام وانصرفوا إلى تصفية الحسابات فيما بينهم وأيقظوا فتن الطوائف والعقائد والأحزاب والأهواء متصورين أن الحقوق تعود بجولة الرئيس الأمريكي أو غيره أو علي مائدة أولمرت أو غيره وأن السلام آت لا محالة ولو على جثثنا نحن العرب المسالمين. محليا تطرقت الصحف إلى مباحثات القمة المصرية التركية بين الرئيس المصرى حسنى مبارك والرئيس التركى عبدالله جول .. مؤكدة أن المباحثات تمثل فرصة مناسبة تسمح للقيادتين المصرية والتركية بالتنسيق والتشاور بشأن مجمل القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والتي تستوجب أقصى درجات التنسيق وتبادل وجهات النظر. وخلصت الصحف إلى القول أن زيارة الرئيس التركي لمصر تأتي في إطار اقتناع البلدين بأهمية إقامة علاقات اقتصادية استراتيجية لاستغلال الامكانات والفرص الهائلة في مصر وتركيا لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يزيد من تحسين مستوى معيشة الشعبين خاصة أن كلا البلدين لهما دور ريادي وموقع جغرافي متميز في منطقة الشرق الأوسط, مما يمكنها من استغلال هذه الامكانات في التكامل الاقتصادي لتوفير فرص عمل لأبناء الشعبين. //انتهى// 1121 ت م