أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها ان المذبحة التي شهدها قطاع غزة يوم امس وأسفرت عن 11 شهيد من بينهم القائد العام لسرايا القدس بعد أن أستهدفتهم الصواريخ الإسرائيلية في غارة جديدة للطائرات الاسرائيلية على القطاع تأتي كحلقة جديدة من المسلسل الدامي الذي يشهده القطاع يوميا وسط صمت مريب سواء من السلطة الفلسطينية أو الدول العربية والأوروبية إزاء استمرار الحصار الظالم الخانق حول جزء من الشعب الفلسطيني. ولفتت الى ما استمع اليه الشعب الفلسطيني من وعود سياسية من مؤتمر أنابوليس الأمريكي وأخري اقتصادية من مؤتمر باريس الفرنسي , ورأت أن القضية تحولت بذلك إلي مجرد مزاد سياسي واقتصادي ليست له أية ترجمة عملية علي الأرض بل علي العكس تواصل الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تزودها أمريكا بأحدث وأفتك الأسلحة لحصد أرواح الفلسطينيين في غزة واعتقال العشرات منهم يوميا في الضفة وتوسيع المستوطنات في القدس وغيرها من الجرائم التي تصفع بشدة كل من يتحدث عن نوايا إسرائيلية في السلام أو رغبة أمريكية في تسوية عادلة. وأكدت الصحف أن استمرار المذابح في غزة دليل صارخ علي عجز عربي ودولي في مواجهة إسرائيل وحليفتها الكبري الولاياتالمتحدةالأمريكية بل وانسياق إلي تنفيذ مخططاتهما لتصفية غزة وتطويع الضفة وربما تهويد القدس وهو ما لن يقبل به الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية والإسلامية مهما طال المدي وسقط الشهداء علي درب النضال من اجل الأرض المغتصبة والحقوق المشروعة. ولفتت في السياق ذاته الى المبلغ الذي تعهد مؤتمر باريس بتقديمه للسلطة الفلسطينية والذي تعدى السبعة مليارات دولار بما يزيد عن تقديرات تقارير توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط والتي تجاوزت الخمسة مليارات دولار , مؤكده أنه بالرغم من أن حجم التعهدات يعكس مدي الالتزام الدولي تجاه ايجاد حل للقضية الفلسطينية وضرورة تحقيق حلم إقامة دولة فلسطينية قادرة علي الحياة الا أن اقامة هذه الدولة لايرتبط بمجرد قطع تعهدات بمساعدات مالية. وشددت الصحف على ان هذه التعهدات حتي في حالة الوفاء بها لن تكون ذات قيمة بدون التزام سياسي واضح يؤدي الي ممارسة ضغوط علي اسرائيل لالزامها بالكف عن كل الاجراءات والخطوات التي تخنق الامل الفلسطيني. واوضحت أن مؤتمر باريس تزامن مع اطلاق تصريحات من مسئولين اسرائيليين عن السماح بعمليات بناء في المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية , وقالت انه على الرغم من تضارب تصريحات المسئولين الاسرائيليين في هذا الشأن مابين النفي والتأكيد الا ان هذا الاسلوب يعني اطلاق بالونات اختبار من جانب اسرائيل تهدف الي تبين مدي جدية المجتمع الدولي في التزامه تجاه الدولة الفلسطينية. وأكدت أنه اذا غض المجتمع الدولي الطرف عن مثل هذه المواقف الاسرائيلية فانها ستتحول الي واقع يضيف المزيد من العراقيل علي طريق ايجاد حل عادل ونهائي للصراع , مشدده على أن المستوطنات ستبقي عقبة اساسية في طريق السلام ولابد من ضغط سياسي دولي علي اسرائيل في هذا الملف وليس الاكتفاء بتعهدات مالية للفلسطينيين. وعلى صعيد اخر نوهت الصحف باحتفال المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحي المبارك , مؤكدة ان الله سبحانه وتعالي شرع الأعياد لعدة أحكام في مقدمتها الترويح عن النفس وراحة الجسد وإدخال السعادة والسرور علي النفوس. ورأت أن اهتمام الأمم والشعوب بالأعياد هو رمز لمعان وقيم وثقافات يراد لها أن تعيش عليها أفرادها , مشيره الى ما يمثله عيد الأضحي من معاني الفداء والتضحية والامتثال الكامل لما أمر الله به عزوجل إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام. وأكدت الصحف أن العيد فرصة عظيمة لنسمو فيه بالنفس الإنسانية حيث تتلاشي الأحقاد وتذوب الفوارق بين الناس وتنتشر روح المحبة والتآخي والترويح عن النفس والتوسيع علي الأهل والزوجة والأبناء وتزداد فيه صلة الأرحام والأخوة فيعم الخير والفضل والرحمة بين جموع المسلمين. وخلصت الصحف الى القول أن احتياج المسلمين لبهجة الأعياد تتزايد في هذه الأيام مع تزايد المشكلات والنكبات التي تواجههم وتلحق بهم هزائم نفسية وأحزان تجد في الأعياد مخرجا لها وتذكيرا بوحدة المسلمين في المناسبات الدينية. // انتهى // 0949 ت م