تواصلت اليوم ندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام بالرياض وتقام فعالياتها في فندق ماريوت الرياض. وعقدت جلسة العمل الثانية / المحور الثاني / التي كان عنوانها / تفعيل دور الحضارتين العربية والصينية في التعامل مع التحديات الناتجة عن العولمة وفي تعزيز مفهوم حوار الحضارات وبناء عالم متناغم برئاسة رئيس الوفد الصيني نائب وزير الخارجية السابق السفير يانغ فوتشانغ . والقى في بداية الجلسة رئيس الندوة ورئيس اللجنة المنظمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الخارجي الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمه كلمة رحب فيها بالمشاركين في جلستهم الثانية في هذه الندوة . بعد ذلك القى سفير مصر الاسبق في بكين ومستشار الدراسات الاستراتيجية والدراسات الدولية وحوار الحضارات ممثلاً عن مركز البحرين للدراسات والبحوث الدكتور محمد نعمان جلال ورقة العمل العربية التي قدمها إلى الندوة والتي كانت بعنوان / دور الحضارتين العربية والصينية في مواجهة تحديات العولمة / وأكد الدكتور إلى أن العولمة تقوم في أبسط معانيها على نشر عدد من المبادئ الأساسية في ميادين السياسية والاقتصادية والثقافية وتسعى إلى إيجاد نمط واحد مشترك بين الشعوب والدول وهذا النمط يعتمد فكر وفلسفة وسلوكيات الدول الرائدة والقائدة في المجتمع الدولي ومن ثم السعي لإحداث تغيير في مختلف مناطق العالم . وبين أن العولمة بهذا المعنى تواجه تحدي الدول الغربية ذات الحضارة العريقة نسبيا أو ماأطلق عليها أوربا القديمة، وتحدي الدول النامية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحدي حضارة الصين الجديدة ونقول الجديدة لأنها أرتبطت بقيام الثورة الشيوعية في مرحلتي ماوتسي تونج ثم الانفتاح في عهد دنج سياو ينج وخلفائه ، وتحدي الحضارة العربية والإسلامية . بعدها ذكر الدكتور أن تحدي العولمة بالنسبة للحضارة العربية الإسلامية يرتبط بثلاثة مظاهر منها المظهر الاول تحدي الرفض الشعبي على حد ما والمظهر الثاني تحدي الهيمنة الثقافية الأمريكية نتيجة التراث الثقافي الإسلامي والمظهر الثالث تحدي الإمكانات المحتملة من استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة. وأشار الدكتور إلى أن المنهج الذي يتبع مع الدول العربية يتبع مع الصين التي تكون بذاتها عملاقاً ضخماً أكثر خطورة على أمريكا والغرب من الدول العربية . بعد ذلك القى وانغ فين شينغ من معهد البحوث الصيني للعلاقات الدولية الحديثة ورقة العمل الصينية في هذ الجلسة وأبرز فيها مجالات العلاقات والتعاون بين العرب والصين وسبل التفاهم والحوار بين الحضارتين التي قامت وفق أسس وروابط من العلاقات الطيبة بين الجانبين . وبين أبرز عوامل تفعيل التعاون وتعزيز العلاقات في المرحلة القادمة وحل المشاكل المشتركة التي توجد بين الجانبين بل التعاون بينهما لحل هذه الاشكالات. كما أوضح أن التعاون العربي الصيني قائم على قواعد دولية وتشمل مجالات عدة وهو تعاون مفتوح وواضح ولا يهدف إلى الإضرار بالأخرين . ودعا الجانبين إلى تعزيز التعاون لحل هذه الإشكالات أو الإشكالات التي قد تحدث بين الجانبين. كما دعى الدول العربية إلى رفع مستوى معرفيتها عن الجانب الصيني خاصة في القطاع الصناعي والاقتصادي وأيضا الجانب الصيني إلى تأكيد هذا الأمر بتفعيل أكثر لنشاطاتها المرتبطة بالعالم العربي ومن ذلك رفع مستواها الصناعي بما يساعد في تطوير الصناعات المشتركة العربية الصينية. ودعا في ختام ورقته إلى تأكيد هذا التعاون العربي الصيني بالعمل على إقامة مثل هذه الندوات واللقاءات. وشارك في النقاش والمداخلات الأمين العام المساعد للشئون السياسية بجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي إضافة إلى العديد من المشاركين في هذه الجلسة الختامية . // انتهى // 1214 ت م