تعيش الجزائر هذه الأيام على وقع التحضير للإحتفالات الكبرى بالذكرى الثالثة والخمسين لإندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المباركة وقبل ذلك عاشت ولاية تبسة على الحدود التونسية خلال اليومين الفارطين أجواء علمية وتاريخية متميزة تمثلت في انعقاد الملتقى الدولى الأول حول معركة جبل الجرف التاريخية التي تعتبر من أكبرالمعارك التي خاضها المجاهدون الجزائريون سنوات الإستعمار الفرنسي . وقد ساهمت هذه المعركة التي نشبت شهر سبتمبير من عام 1955م في التعريف بالقضية الجزائرية في أوروبا وعلى المنابر الدولية ولاسيما الأممالمتحدة من خلال النتائج الباهرة التي حققتها هذه المعركة الخالدة التي استشهد فيها 70 مجاهدا جزائريا وتكبدت فيها فرنسا الإستعمارية خسائر فادحة تجاوزت أثارها الحدود الفرنسية منها 400 قتيل من جنودها المرابطين على الحدود الجزائرية التونسية فضلا عن إسقاط ثماني طائرات يقودها خيرة الطيارين الفرنسيين إضافة إلى غنيمة تقدر بعشرات الأطنان من الأسلحة والمواد الغذائية ومختلف الوسائل التي كان يستعملها الإستعمار الفرنسي في حربه القذرة ضد الجزائريين . وقد خلص المشاركون في الملتقي الليلة الماضية إلى جملة من التوصيات أهمها التعريف بأهمية هذه المعركة لدى الأجيال القادمة من تلاميذ المراحل الدراسية الأولى وكذا طلبة الجامعات واعتمادها كنموذج للمعارك الخالدة التي ساهمت بشكل جلي في إخراج المستعمر من التراب الجزائري . وأكد الحاضرون على ضرورة تعميق الوعي التاريخي لدى الجماهير وربط الشعب بتاريخه وبطولاته وتحسيسه بأهمية بذل المزيد من الجهد لتثمين الدور الذي لعبته ثورة التحرير الجزائرية على المستويين العربي والدولي . //انتهى// 1301 ت م