اختتمت اليوم فعاليات الملتقى الدولي حول علم الآثار بمدينة تبسة الجزائرية بمشاركة حوالي 250 خبيرا ومختصا واستاذا جامعيا يمثلون وزارة الثقافة ومختلف الجامعات والمتاحف ومعاهد الآثار الجزائرية فضلا عن بعض الجمعيات النشطة في هذا المجال الحيوي إضافة إلى خبراء وأساتذة من المملكة المغربية وتونس وإيطاليا وفرنسا. وقد تناول الخبراء والمختصون طيلة 4 أيام من خلال تقديم حوالي 25 محاضرة ومثلها من المداخلات والتعقيبات جملة محاور أهمها/ تثمين الآثار كعامل أساسي في تحديد الهوية الثقافية للبلاد/ و / طرق الحفاظ على الآثار وحمايتها من مختلف المؤثرات السلبية / إلى جانب / توعية المجتمع المدني وتحسيسه بأهمية المساهمة في حماية الآثار كتراث وطني وعالمي / . وقد انتهت المداخلات إلى تأكيد حقيقة مفادها أن الآثار في واقع الأمر هي تاريخ الأمة وشخصيتها فضلا عن كونها معالم ثقافية وموارد إقتصادية وثروة سياحية. وخلص الملتقى إلى إصدار جملة توصيات أهمها توفير المزيد من العناية لحماية الآثار من الاندثار ودعم تدريس مادة علم الآثار من خلال توفير الوسائل المادية والبشرية المساعدة على ذلك والإستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الحفاظ على الآثار وكذا تبادل الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة في هذا اللقاء إلى جانب دعم الإستراتيجية الوطنية المتعلقة بتسجيل مختلف أنواع الآثار وتصنيفها وحمايتها. يشار إلى أن ولاية تبسة هي أهم منفذ للجمهورية التونسية عبر الحدود الشرقية للجزائر وتعد الولاية الأولى من حيث ثرائها بالآثار التي يرجع بعضها إلى الفتوحات الإسلامية وبعضها إلى الفترة العثمانية وبعضها لفترة الإحتلال الفرنسي ويرجع البعض الآخر إلى عهد الرومان حيث كانت تبسة آنذاك أفضل محطة لاسترخاء الجيوش الرومانية المتوجهة من روما نحو العمق الإفريقي علما أن السور العملاق الذي بناه الرومان حول المدينة العتيقة لا يزال قائما إلى اليوم بأبوابه المتعددة وأهمها باب / كاراكالا / الذي يقصده السياح من دول عديدة كما لا تزال الحمامات المعدنية التي شيدها الرومانيون تعمل حتى اليوم ومنها حمام يوكوس ذي الشهرة العالمية. وتولي السلطات الجزائرية العليا فضلا عن والي الولاية والمصالح المختصة عناية خاصة بآثار هذه المنطقة التي لا تزال تكشف من حين لآخر عبر الحفريات أنها كنز حقيقي لآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين . //انتهى// 1253 ت م