علقت الصحف المصرية الصادرة اليوم على التوقعات بشأن قيام تركيا بعملية توغل عسكري شمال العراق ردا على اعتداءات حزب العمال الكردستاني الأخيرة بقولها إن وقائع التاريخ أثبتت مرارا أن القوة العسكرية لا تحل أية مشكلة بشكل نهائي حتي ولو أدت إلي إخمادها لفترة من الوقت تقصر أو تطول مشيرة إلى أن اندفاع تركيا المتوقع لاجتياح شمال العراق للقضاء على أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين يشنون هجمات على أراضيها انطلاقا من الأراضي العراقية ردا علي الهجوم الكردي الأخير لن ينهي التمرد الكردي ولن يحل المشكلة بل سيضاعفها لأنه سيثير الأكراد العراقيين عليها أكثر وسيدفعهم لمضاعفة الدعم لأبناء عمومتهم الأكراد انتقاما لما سيلحق بهم من قتل ودمار نتيجة القصف المدفعي التركي والاجتياح المتوقع لأراضيهم . وأكدت أن حل المشكلة الكردية لن يتم إلا عن طريق الجلوس مع شيوخ وممثلي الشعب الكردي في تركيا والعراق وسوريا وإيران والاستماع إلى مطالبهم وإعطائهم حقوقهم فيما عدا مطلبا واحدا هو الإنفصال فهو خط أحمر وضعته حكومات الدول الأربع وأيدتها فيه دول العالم وأصبح كثير من الأكراد أنفسهم إن لم يكونوا الأغلبية يقتنعون بأن الاستقلال وإقامة دولة لهم أمر مستحيل لذلك يرضون بالبقاء تحت مظلة دولهم على أن يحصلوا على حقوقهم مثل الاعتراف بهويتهم الثقافية ولغتهم الخاصة وتنمية مناطقهم واحترام إنسانيتهم ومنحهم كل الحقوق السياسية التي يتمتع بها بقية الشعب في كل بلد. وقالت إن تركيا جربت القوة العسكرية ضد الأكراد في شمال العراق وداخل أراضيها مرات عديدة ومع ذلك لم تقض على المشكلة بدليل استمرار الهجمات المسلحة الكردية برغم اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان قبل نحو عشر سنوات ليوضع في سجن انفرادي في تركيا معربة عن أملها في أن يعيد القادة الأتراك النظر في فكرة اجتياح شمال العراق ويفكرون في حل المشكلة سلميا لأن العراق اكتوى شعبه بنيران الحرب والعنف ولا ينقصه المزيد. واعتبرت الصحف المصرية أن اندلاع القتال في شمال العراق بين القوات التركية الغاضبة وعناصر حزب العمال الكردستاني التي أوجدت لنفسها ملجأ آمنا في الإقليم الكردي المستقل فعليا عن العراق سببه الرئيس هو الغزو الأمريكي الغاشم غير المبرر على العراق والذي تقسم إلى شمال ووسط مشيرة إلى أن الأحتلال الأمريكي ايقظ الفتنة الكردية التي سيدفع ثمنها الشعبان العراقي والتركي وربما شعوب الدول المجاورة. وشددت على أن الغزو الذي غلفته الإدارة الأمريكية بشعارات الحرية والديمقراطية جاء وبالا ليس على العراق وحده بل على المنطقة بأسرها مما يستدعي ليس اللعنات فقط على الأحتلال الأمريكي وإنما أيضا المطالبة بسرعة رحيله حتى تتنفس شعوب المنطقة وتتدبر أمورها وتقرر مصائرها بحرية. وتطرقت الصحف المصرية في افتتاحيتها اليوم إلى الجهود المصرية لإنقاذ عملية السلام في السودان بعد الخلافات القوية التي ظهرت بين شريكي الحكم في الخرطوم مشيرة إلى أن نجاح تلك الجهود مرهون بدعم الفرقاء في السودان وبدعم الأحزاب السودانية المختلفة لها. //انتهى// 1036 ت م