اوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور اسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل حق تقاته وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم في المسجد الحرام // إن في وصل البر البر واتباع الخير بالخير والحسنة بالحسنة آية بينة على حسن وعي وصحة فهم وكمال توفيق حظي به المتقون من عباد الرحمن والصفوة من عباد الله الذين يرون في استدامة أمد الطاعة وفي امتداد زمانها نعيما لايعدله في الدنيا نعيم واملا باسما لايماثله امل ذلك أنهم يستيقنون أن الطاعة ليس لها زمن محدود تنتهي بانتهائه وان العبادة ليس لها أجل معين تنقضي بانقضائه بل هي حق الله على العباد يعمرون به الاوقات ويستغلون فيه الازمان رغبة في الظفر بموعود الله لهم الوارد في قوله عز اسمه // ان المتقين في ظلال وعيون وفواكهة مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين // وتاسيا بهدي خير العباد صلوات الله وسلامه عليه الذي كان عمله ديمة أي دائما لايختص بزمان كما اخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه وغيره وحدثت رضي الله عنها ايضا انه صلى الله عليه وسلم قال // احب الاعمال الى الله تعالى ادومها وإن قل // لانه بدوام القليل كما قال بعض أهل العلم تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه ويثمر القليل بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة . وأكد فضيلته أن شهر رمضان كان ميدان تنافس الابرار ومجال تسابق الاخيار وعامل تهذيب وترويض لنفوس أهل الايمان ومدرسة رائعة للسمو الروحي والكمال النفسي والاصلاح الخلقي . وقال // فليس عجبا اذا ان يدعي المؤمن الى الحرص على استمرار السير على طريق رمضان ومواصلة الخطى على نهج الخير الذي سمت به ومسلك الرشد الذي ارتقت به النفوس في هذا الموسم العظيم حفاظا على هذه المكاسب العظيمة الكريمة وحذرا من النكوص على الاعقاب بل العودة الى طاعة الشيطان واتباع خطواته بعدما ذاقت لذة القرب في طاعة الرحمن والاستقامة على امره وهل يصح لمن صار حرا بعتق الله له من النار هل يصح له ان يعود طوعا الى رق الخطايا وعبودية الأوزار . وأهاب فضيلته بالمسلمين العمل على مرضاة الله بالاستدامة على طاعته والاستمرار على عبادته محذرا من التردي في المعصية بعد الترقي في مدارج الطاعة واتباع السيئة الحسنة كلما زلت الاقدام او طاشت الاحلام يمحو الله بها الخطايا ويرفع بها الدرجات. وقال فضيلته // نقل عن الحسن البصري رحمه الله قوله // إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت ثم قرأ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين // وقيل لبعض السلف إن قوما يتعبدون ويتهجدون في رمضان فاذا انتهى رمضان تركوا فقال بئس القوم لايعرفون الله حقا الا في رمضان // . وأوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين أن يعملوا على دوام طاعة الله وأن يذكروا ان ثواب الحسنة الحسنة بعدها فمن عمل حسنة ثم اتبعها بمثلها دل ذلك على قبولها ومن عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة دل ذلك على رد الحسنة وعدم قبولها كما نقل ذلك عن بعض السلف رضوان الله عليهم. // يتبع // 1454 ت م