قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان العولمة بمختلف مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية والاتصالية ظاهرة كونية شاملة اربكت الاوضاع العالمية السائدة بما جلبته خاصة من تحرير متواصل للتجارة واشتداد المنافسة وتفاقم الطلبات الاضافية للعمل وتكريس النمطية الثقافية وماصاحب ذلك من تفاوت مجحف لقدرات الدول في التعامل مع وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة وهو ماتجسم فيما يسمى بالنظام العالمي الجديد وماجاء به من رؤية مستحدثة لاعادة تشكيل العالم. واضاف في كلمة القاها خلال احتفال اقيم اليوم بمناسبة اليوم الوطني للجمعيات التونسية // ان العولمة واقع تعيشه البشرية اليوم في مختلف انحاء المعمورة نتيجة لما سادها منذ اواخر القرن الماضي من تحولات متسارعة كان لها تاثير كبير في تقريب المسافات والغاء الكثير من الحدود التقليدية المتعارفة وطرح عدة رهانات وتحديات على الشعوب قاطبة // . واشار في هذا السياق الى سلسلة الاجراءات التي اتخذتها بلاده لمواجهة الاوضاع التي افرزتها المتغيرات العالمية ولوقايتها من تاثيراتها السلبية بما في ذلك العمل على تاهيل الاقتصاد التونسي للمرحلة الجديدة فضلا عن دعم اليات البحث العلمي وتثبيت شبكات الاتصال الوطنية وبناء اقتصاد المعرفة والنهوض بالجهاز المالي والارتقاء بالخدمات الادارية والموارد البشرية وتطوير البنية الاساسية مع التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في السياسات التنموية للحد من الانعكاسات السلبية للعولمة على الفئات ذات الدخل المحدود على نحو خاص. وعلى الصعيد الدولي أبرز الرئيس بن على دعوة بلاده الى رؤية عالمية شاملة في العلاقات الدولية تجمع بين مقومات السلم والتنمية من خلال مبادرات تمثلت في المناداة بانشاء الصندوق العالمي للتضامن واستضافة القمة العالمية حول مجتمع المعلومات عام 2005م مؤكدا حرص تونس على الاستغلال الامثل لعلاقات التعاون على المستويات الثنائية والاقليمية لمجابهة التحديات التي يفرضها النظام التجاري العالمي الجديد الى جانب مبادرتها باقامة شراكة متكافئة مع الاتحاد الاوروبي والاسهام في تفعيل مسار برشلونة وارساء فضاء اوروبي متوسطي يستجيب لطموحات شعوب المنطقة في الاستقرار والتقدم. ودعا الرئيس التونسي مواطنيه الى مزيد من الوعي واليقظة والاستعداد الدائم للبذل والعطاء في سبيل تحقيق الرفاه للشعب والمناعة للبلاد في ظل ماينتاب عالم اليوم من توترات ونزاعات وعنف وارهاب ومايسوده من تجمعات اقليمية وتحالفات دولية واختلالات اقتصادية وتفاوتات علمية وتقنية. // انتهى // 1530 ت م