وصف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في بلاده أواخر شهر اكتوبر الماضي بانها كانت محطة تاريخية بارزة جسدت مجددا درجة النضج التي بلغها الشعب التونسي. وتطرق في كلمة القاها نيابة عنه رئيس الوزراء محمد الغنوشي خلال افتتاح ندوة حول الافاق المستقبلية للمنظومة الاقتصادية العالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم عقدت بتونس العاصمة اليوم الى التحولات العميقة التي يشهدها عالم اليوم نتيجة توسع ظاهرة العولمة وتوجه العديد من الدول نحو تكتلات اقليمية ودولية تشمل الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. وأوضح ان ذلك ادى الى تحقيق نتائج بارزة عالميا على مستوى النمو والتحكم في تضحم الاسعار الا انه لم يمنع من بروز سلبيات قادت الى حدوث هزات متتالية اوصلت العالم الى اخطر ازمة منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وذكر الرئيس بن علي في سياق متصل ان غياب رؤية شاملة تاخذ في الاعتبار مفهوم التنمية البشرية العادلة قد زاد من حدة التفاوت بين البلدان والشعوب وفي اتساع رقعة الازمة التي امتدت اثارها الى البلدان النامية فيما كان لتقلب اسعار السلع الاساسية وللارتفاع غير المسبوق لاسعار الطاقة خلال النصف الاول من العام 2007 انعكاس مباشر على تكلفة انتاج المواد الاساسي والغذائية وتخزينها ونقلها مما هدد باختلال الامن الغذائي في العالم وخاصة في البلدان الاقل نموا مشيرا الى الدور الذي لعبه تدهور البيئة في زيادة الاوضاع سوءا. وبعد ان اشار الى التطورات التي تشهدها الاوضاع الاقتصادية العالمية وبروز مؤشرات تعافي الاقتصاد الدولي دعا المجتمع الدولي الى تكثيف اليات التعاون بما يضمن تفادي تكرار مثل تلك الازمة والى وضع استرتيجيات منسقة للخروج من الازمة والتاكد من التعافي التام للاقتصاد العالمي. وامتدح الرئيس التونسي في هذا الاطار الجهود التي بذلتها مجموعة العشرين والمؤسسات المالية الدولية لارساء اسس جديدة لتنظيم المالية العالمية. // انتهى //