ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ محاضرة في جامع الأزهر بكيبابوزن بارو خلال زيارته الحالية لاندونيسيا حمدالله في مستهلها على ان وحد قلوب هذه الأمة جميعا في شرقها وغربها بلا إله إلا الله وجمعها على محبته سبحانه قال تعالى : { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم} . وقال معاليه // لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أصحابه قليلون في العدد استجابوا لدعوته كانوا في مكة عدداً قليلاً ولكنهم حملوا قيادة الناس بالقرآن العظيم الأمة كانت ضعيفة والنبي صلى الله عليه وسلم طُرد من مكة وحورب في مكة فذهب إلى الطائف وأوذي وشكا إليه الصحابة وقال لهم : ( والله ليتمن الله هذا الأمر ) ، وقال // لا يبقى بيت من مدر ولا وبر / .. أي في العالم . ./ إلا أدخل الله فيه الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل // ، وعد صادق ، وأمل باسم ، ونظر إلى المستقبل بعلم ، ونبوة ، وتفاؤل ، وهذا ما نحتاجه اليوم نحن المسلمون ألا يكون لدينا يأس ، وأن نتذكر بدايات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانوا ضعفاء قلة ، ثم كانوا أقوياء سادة العالم . ولفت معاليه إلى أن الله سبحانه وتعالى وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ويقول الله تعالى / هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا / إذ وعد الله هذه الأمة بأن يظهر الإسلام على الدين كله فيكون هو القوي الغالب للجميع. وتساءل معاليه .. ما دورنا ، وكيف نحقق مراد الله ، وكيف نحقق ما شهد الله به ؟ وقال // إنها لن تكون معجزة تنصر المسلمين ، بل لابد أن يعمل المسلمون لنصرة دين الله ونصرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . .نصرة دين الإسلام . . نصرة القرآن . . لابد أن يعملوا عملاً جاداً أولاً بأن يستمسكوا بالكتاب والسنة ، وأن يستمسكوا بهدي النبي . . لأن إصلاح الباطن يكون معه القوة صلاح القلب يكون معه القوة / إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب // . وشدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة الإرشاد على أنه يجب أن نعلم أن قوتنا وعزتنا في أن نكون أمة واحدة وقلباً واحداً وهدفاً واحداً قال تعالى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة } فجميع المسلمين أمة واحدة لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى نحن جميعاً من شرق الأرض إلى غربها لا توحدنا القوميات لا توحدنا الإقليميات لا توحدنا الأنساب إنما وحدنا الله ب // لا إله إلا الله محمد رسول الله // . وأضاف معاليه // لابد لنا حتى نقوى أن نكون متعاونين على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان ، قال تعالى / وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان /التعاون على البر والتقوى أن يساعد بعضنا بعضاً في الخير أن يقف بعضنا مع بعض في الخير وأن نكون دائماً في أي مجال فيه طاعة لله ولرسوله لما فيه قوة للمسلمين أن نسعى في هذا ، وان نبتعد عن أي شيء فيه خلاف. . حينئذ نكون أقوياء // . وفي ختام المحاضرة استذكر فضيلته كيف ان الصحابة تكاتفوا حتى صار الواحد منهم أخاً للآخر وهو ليس بأخ له في النسب ولكن أخوة الإيمان أشد تعاونوا فانتشر الإسلام تعاونوا فذل أعداء الإسلام تعاونوا فقوى المسلمون في دينهم وفي اقتصادهم وفي مواجهتهم لأعدائهم . . فالتعاون دائماً على الخير سلاح مهم في تحقيق وعد الله تعالى لهذه الأمة بالنصر والتمكين . حضر المحاضرة معالي رئيس المجلس الشعبي الإندونيسي الدكتور هداية نور واحد ومعالي وزير الشؤون الدينية الاندونيسي محمد بسيوني فتوح وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جاكرتا عبدالرحمن بن محمد الخياط ، وفضيلة الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجاكرتا الشيخ إبراهيم بن سليمان النغيمشي . // انتهى // 1514 ت م