أكد معالي وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن بناء المساجد له منزلة كبيرة في الشريعة الإسلامية ، ولذلك لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة كان أول بناء يقوم به وأول عمل يعمله أنه بنى مسجده - عليه الصلاة والسلام - ، وهذه السنة الماضية حملها أئمة الإسلام وحملها الخلفاء والملوك المتابعون للسنة المحمدية في بناء المساجد ، وهذه الدولة التي يقودها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - يقوم على عاتقها بناء المساجد وقد علمنا من يحمل هذا المجمع اسمه الحرص على المساجد. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه في حفل افتتاح جامع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بمدينة سكاكا أمس الأول والذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف. وقال معاليه: وقد رأيتم جميعاً في افتتاح أي مجمع أو مشروع وفي عرض مخططاته أو عرض مجسماته فإن خادم الحرمين الشريفين يسأل أول ما يسأل أين المسجد في هذا المشروع فإذا كان المسجد صغيرا قال كبروه لأن الناس يحتاجون إلى المسجد وهو أهم من أي شيء وقد سمعها الناس في وسائل الإعلام وشاهدوا ذلك ، ومن هذا المنطلق فإن رسالة المملكة العربية السعودية هي رسالة الاسلام التي تنطلق من المساجد ، قال الله تعالى (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) ، فجعل أول علامات التمكين في الأرض وأول واجبات التمكين في الأرض أن تقام الصلاة ولابد من لوازم ذلك أن تقام المساجد وأن يحرص عليها وأن يأمر الناس بالصلاة في المساجد ، كانت رسالة هذه الدولة الحرص على المساجد والحرص على بنائها وصيانتها والحرص على منسوبي المساجد من الخطباء والأئمة والمؤذنين وخدم المساجد ولذلك اعتنت بهم عناية كبيرة فيما تقدمه لهم من مكافآت وما تقدمه لهم من اعانات متنوعة ومن دورات لرفع تأهيلهم. واستطرد معالي الوزير آل الشيخ يقول: إن بناء هذا المجمع والجامع الذي نحن فيه يشمل مبدأ خاص بالدعوة والارشاد وتوعية الجاليات ومباني آخر مساندة لاشك أن يمثل ما تحمله هذه الشريعة من وسطية وتكامل لأن حقيقة هذه الشريعة أن تقوم على الإنسان انما يكمل ببناء روحه وبناء جسده وقوة الدولة هي بقوة بناء الانسان فإذا قوي إنسان الدولة أي الإنسان السعودي في بنائه الروحي وفي بنائه العقلي والعلمي والجسدي فإنه يكون حينئذ للانسان قوة بقدر ما اعتنى به من ذلك فأمتنا الإسلامية ليست أمة جسد بل هي أمة التوازن والتكامل بين الروح وقوامها توحيد الله جل وعلا وعدم الاشراك به واتباع سنة محمد - صلى الله عليه وسلم 0 والإتيان بالفرائض طوعاً وإيماناً ومحبة والبعد عن المحرمات وما نهى الله عنه طوعا وإيماناً ومحبة عمارها ذلك مع القوة العلمية التي تكون بالتعليم ، والقوة البدنية التي تقوم بالعناية بصحة الإنسان وما يشمل ذلك. وأكد معاليه أن هذا التوازن ما بين الروح والجسد هو ايضاً وسطية واعتدال في بناء الدولة جميعاً فلسنا اليوم في اهتمامنا بالشريعة وبالديانة بمعزل عن الاهتمام بما يقوينا في دولتنا كما قال الله جل وعلا: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ، وقنا نبينا -صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) ،وقال: إن هذه القوة في التوازن تعطينا الوسطية المنشودة لهذه الامة ، التي هي بعيدة فيها عن طرف الغلو والأفكار المنحرفة والتكفير والتفجير وتضليل الناس والطرف الآخر الانحلال والتغريب والسعي فيما يضعف الإنسان في دينه وما يضعف الانسان في صلته بربه ، فنحن أمة وسط تأخذ بمجامع القوة في بنائنا الروحي وفي بنائنا الجسدي ، لافتاً معاليه إلى ان المصلحة العليا لا تتحقق بفعل منفرد أو بجهد منفرد سواء كان من فرد أو من جهة ، لابد من التكامل ولهذا لا يكون نجاح بفعل جهة معينة فنجاح قيام هذا الجامع ونجاح الوزارة في أعمالها في هذه المنطقة وما قامت به هو نتيجة جهات عديدة حكومية ونجاح أفراد عدة من المشايه والدعاة والعلماء ونجاح العديد من أبناء هذه المنطقة ووجهائها في أن نصل بأعمال هذه الوزارة أو أعمال أي وزارة أخرى إلى النجاح هو نتيجة للتكامل والتعاون شكر لكم جميعاً. وشكر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سمو الأمير فهد بن بدر على افتتاحه لهذا المجمع والجامع ، وقال: والشكر لكم كذلك على جهودكم الكبيرة في كل أعمال الوزارة في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعاً وأشكر في شكر الأمير كل الجهات المتعاونة التي أسهمت أيما اسهام في نجاح أعمال الوزارة في هذه المنطقة العزيزة في أعمال المساجد وأعمال الاوقاف وأعمال الدعوة والارشاد ، وفي كل ما فيه نافع لحياة الإنسان والله - جلا وعلا -أمرنا بقوله (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) فنحن أمة التعاون أمة التكامل يسعى بعضنا مع بعض بتحقيق المصلحة العليا. وفي ختام كلمته سأل معاليه الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - أيدهما الله - خير الجزاء على ما يولونه العناية التامة لأعمال الدعوة الإسلامية ونصرة الاسلام والمسلمين في داخل المملكة وفي خارجها ولزملائي في فرع الوزارة في منطقة الجوف ولكل من أسهم في إتمام إنجاح هذا المجمع والأعمال الأخرى ، سائلا المولى - جل وعلا - أن يجعلنا وإياكم دائماً موفقين اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الظالمين.