اكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان التصعيد العسكري في الخليج ليس من مصلحة أي طرف وستكون له عواقب وخيمة أمنية وسياسية واقتصادية ليس فقط علي دول المنطقة بل علي دول العالم التي سيتأثر نموها الاقتصادي سلبيا إلي حد كبير مشددة على ان دخول حاملة طائرات أمريكية إلي الخليج وإطلاق التصريحات الملتهبة في واشنطن وإسرائيل وإيران حول احتمال توجيه ضربة عسكرية لسلاح الطيران والصواريخ الإيرانية بالإضافة إلي المنشآت النووية ورد إيران بمناورات حربية كلها تصب في خانة تصعيد الأوضاع إلي مستوي قد لا يمكن السيطرة عليه فيما بعد. وقالت لم يذكر لنا التاريخ أن القوة العسكرية حلت مشكلة أو نزاعا حلا نهائيا لذلك لا مفر من حل المشكلة النووية الإيرانية علي مائدة التفاوض وليس بضربات عسكرية مؤكدة ان هذه الهجمات لو حدثت ستؤدي علي الفور لهجمات انتقامية إيرانية ضد حلفاء أمريكا في المنطقة وفي مقدمتهم إسرائيل وقد يثير ثائرة الشيعة الذين يوجدون بكثرة في دول الخليج ولبنان فيتحول بعضهم إلي قنابل موقوتة في دولهم وفي إسرائيل وإذا حدث ذلك فسوف تتحول المنطقة إلي بوتقة نار يصعب إطفاؤها ويصبح الاستقرار طلبا عزيزا للجميع. واخبرت ان التصعيد العسكرى في الخليج سيؤدى الى إرتفاع أسعار البترول إلي معدلات خرافية تصبح بمثابة كارثة علي إقتصادات دول العالم وتقضي علي النمو بما يترتب عليه من تسريح لملايين العاملين وإغلاق المصانع والمنشآت وإرتفاع أثمان السلع فوق طاقة معظم البشر موضحه ان هذا الاحتمال يرجع إلي أن أي حرب ستعطل الإنتاج وستغلق مدخل الخليج أمام صادرات البترول التي تعتمد عليها كل الدول تقريبا معربه عن أمانيها أن تكون التطورات الأخيرة مجرد حرب نفسية وإعلامية لا أكثر. وحول الاستراتيجية الامريكيةالجديدة في العراق قالت الصحف ان الاستراتيجية الأمنية الجديدة للرئيس الأمريكي جورج بوش تلقت ضربة موجعة بمصرع 20 جندياً أمريكيا في معارك بأنحاء مختلفة من العراق في يوم واحد وهو رقم قياسي ينذر بزيادة الخسائر الأمريكية في المستنقع العراقي. واضافت قائلة لقد أراد بوش باستراتيجيته الجديدة بلوغ النصر الذي لم يتحقق مع غزوالعراق وإخضاع شعبه للاحتلال مشيرة الى إصرار الرئيس الامريكى بوش على إستخدام الالة العسكرية الامريكية على الرغم من مصرع نحو 655 ألف إنسان عراقي وما يزيد علي 3 آلاف جندي أمريكي. ورأت إن زيادة القوات الأمريكية في المستنقع العراقي تأتي تحدياً لحقائق الوضع المأساوي هناك وللرأي العام الأمريكي الذي يطالب 69 بالمائة منه بتحديد موعد لانسحاب القوات الأمريكية ويعارض ضخ المزيد من الجنود حتي لا يؤدي لمزيد من الدم. وتطرقت الصحف الى المؤتمر الاسلامى الذى عقد بالعاصمة القطرية الدوحة حول حوار المذاهب الاسلامية والتقريب من الوحدة العملية للامة الإسلامية ونقلت عن وزير الاوقاف المصرى الدكتور محمود حمدي زقزوق قوله ان الحوار بين المذاهب أصبح ضروريا وملحا لان الحوار هو اللغة الوحيدة التي تليق بالانسان وان الحوار واللقاء المباشر يزيل الجفوة والفتور بين المذاهب لان هناك قواسم مشتركة تشمل الايمان بالله واليوم الاخر والعمل الصالح. واضاف زقزوق ان ما يحدث في العراق وفلسطين بين السنة والشيعة شيء مؤسف لان الاسلام حرم دم المسلم ويمنع تقسيم الامة والصراع بين المذاهب أصبح حقيقة في بلادنا الاسلامية وينذر بعواقب وخيمة تهدد وحدة المسلمين وتبث الفرقة والبغضاء والاسلام الصحيح يحض علي الحوار موضحا ان التقريب بين المذاهب يقضي علي النزاعات السياسية من أجل وحدة الامة وان الاسلام يقرر التقريب بين المذاهب في إطار الاعتدال والوسطية والتسامح والاعتراف بالاخر وتأسيس خطاب إسلامي معتدل يناسب لغة العصر. وخلصت الصحف الى القول بان المؤتمر اكد ضرورة التقارب بين أبناء الامة ومذاهبها الاسلامية لان التقارب فريضة وضرورة يحتمها الواقع والدين وان يفهم بعضنا البعض داعيا إلي وقف ما يجري في العراق حيث يقتل الالاف من أهل السنة والشيعة منذ الاحتلال مطالبا جميع أهل العراق بالتعاون لاطفاء الفتنة وهذا ما يقتضيه منا الدين الاسلامي وتجاوز الخلافات المذهبية ذات الجوهر السياسي. //انتهى// 1134 ت م