يقوم معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج بجامعة ام القرى باجراء دراسة عن الفراغات العمرانية بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة حيث اكدت الدراسة ان الفراغات العمرانية تلعب بتدرجها من الفراغ العام دورا مهما في استيعاب جميع النشاطات الخارجية للسكان بمختلف اعمارهم وخصائصهم . واشارت الدراسة الى ان المنطقة المركزية بمكة المكرمة والتي تقع داخل الطريق الدائري الثاني وتمثل دائرة مركزها الكعبة المشرفة وقطرها 1500 متر تقريبا شهدت خلال العقود الماضية نهضة عمرانية جبارة تمثلت في توسعة المسجد الحرام وانشاء العديد من المباني الضخمة ذات الارتفاعات العالية لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار غير ان هذه النهضة العمرانية تركزت في المباني والخدمات ورفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والساحات المحيطة به واماكن الايواء ولم تراع الفراغات العمرانية التي تخدم المنطقة وتنقل الحركة من المساكن الى المسجد الحرام وتساعد في تحسين الظروف البيئية في المنطقة المزدحمة وامتصاص الزحام اضافة الى ماتوفره من مواقع لاستراحة الحجاج الكبار السن والحجاج القادمين من اماكن بعيدة 0 واشار استاذ التصميم العمراني المشارك بمعهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج معد الدراسة الدكتور محمد بن عبد الله ادريس ان الكثافة تصل في بعض الاحيان كما بينت الدراسة ان معدلات الزحام تفوق المعدلات الطبيعية وقد تصل الى 6 اشخاص لكل متر مربع خصوصا على الشوارع الرئيسة مبيناً ان مركبات الخدمات والطواريء تجد صعوبة كبيرة خصوصا مع اختلاط المشاة مع المركبات في معظم الطرق لعدم وجود ممرات خاصة بالمشاة مما تسبب في العديد من الحوادث المتفرقة 0 واكد ان هذه الدراسة تتبع المنهج الوصفي التحليلي وتعتمد على الدراسات السابقة والاعمال الميدانية في جميع المعلومات الى تحليل الوضع الراهن للفراغات العمرانية في المنطقة المركزية وذلك من خلال التعرف على الفراغات العمرانية في المنطقة المركزية وحصر تحديد المحاور الرئيسة فيها والتعرف على خصائصها وحصر الكثافات وتحديد اوقات الذروة على المحاور الرئيسة ودراسة انماط الحركة واتجاهات القدوم والمغادرة والخصائص الحركية للمشاة مع تحديد مواقع الزحام في المنطقة وتصنيفها والتعرف على اسبابه . وأشار الى ان الوضع الراهن ومقارنة بالحيز الفراغي المتاح وخصوصا على الطرق والممرات وفي السجد الحرام والساحات المحيطة به قد تميز بارتفاع الكثافة الحركية اما لطرق والممرات فتمثل في المنطقة المركزية الشرايين التي تغذي الساحات والمسجد الحرام بالمصلين والحجاج والمعتمرين وتشهد ضغطا شديدا خلال المواسم لانخفاض الطاقة الاستيعابية لها مقارنة باعداد المستخدمين خصوصا في حالة اختلاط المشاة مع المركبات مما يؤثر على امنهم وسلامتهم 0 وكشف الدكتور ادريس ان وجود العديد من المشاريع التطويرية الضخمة التي تنفذ او سوف تنفذ فية المنطقة المركزية سوف يضاعف الضغط على الساحات والفراغات داخل المنطقة المركزية وهي اساسا تعاني من ضعف الطاقة الاستيعابية للفراغات العمرانية المتاحة // الطرق - الممرات- الساحات // وهي بحاجة ماسة الى مخطط عمراني شامل ويتناسب مع طبيعتها ووظائفها ويحقق احتياجات مستخدميها ويحافظ على امنهم وسلامتهم وقال // ان الدراسة اوصت بتكليف جهة متخصصة لتطوير مخطط عمراني شامل للمنطقة المركزية يراعي ظروف المنطقة البيئية والطبيعية ويحقق احتياجات مستخدميها // . وأفاد أن الدراسة أكدت على أهمية تأجيل مشاريع التطوير الكبرى حتى تتم اعادة تخطيط المنطقة المركزية مع زيادة المساحة المخصصة للفرد لخفض الكثافة في المنطقة المركزية والاستفادة من فتح الدور الارضية للمباني المطلة على الطرق الرئيسة والتأكيد على اهمية تنفيذ الخطة التشغيلية للمنطقة المركزية وضرورة تطبيقها في محاورها الثلاثة//المسجد الحرام-الساحات-الممرات// . // انتهى // 1154 ت م