وصف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وظيفة إمام المسجد بأنها وظيفة عظيمة الخطر بالغة الأثر وهي أهم مظاهر الحياة الإسلامية ومن أعظم مقومات اجتماع المسلمين وتآلف قلوبهم ووحدة صفهم. جاء ذلك في استهلال معاليه لمقال في مجلة "بيوت الله" التي أصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة ، بمناسبة مضي أربع سنوات على تنفيذ برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها بمختلف مناطق المملكة حيث شدد معاليه على أهمية العناية بوظيفة الإمام، وإعطائها ما تستحقه من حسن الرعاية ، لواجباتها ، وحقوقها، وآدابها ، بما يعين على القيام برسالة المسجد ، وتحقيق أثره النافع في حياة الناس . واستعرض في هذا الصدد بعضاً من واجبات هذه الوظيفة منها أن الإمامة وظيفة شرعية ، ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه ، ما يوجب استصحاب النية الصالحة في القيام بها كما أن من الواجبات الجد في القيام بها ، والمواظبة على أدائها ، وعدم التساهل فيها ، أو الغياب عنها بلا عذر مقبول ، حيث يلحظ على البعض كثرة غيابه أو إنابته غيره بشكل دائم بجزء من المكافأة، أو تركه المسجد في رمضان بحجة العمرة أو الاعتكاف في الحرم ، مما هو مخالف للأنظمة، وشروط الوظيفة، ويعد إخلالاً بالأمانة ، واهتماماً بتطوع وترك العمل المؤتمن عليه. وشدد معالي الوزير آل الشيخ على أهمية الحرص على ما يعين على تآلف قلوب المصلين، وتحابهم ، وتعاونهم على البر والتقوى ، وما يعزز في نفوسهم رابطة الأخوة الإيمانية بحسن الخلق، وطيب الكلام . وأكد على ضرورة الرفق في التعامل مع الناس والحلم والأناة في معالجة المخالفات ، وما قد ينشأ من خلاف ، فإن الصلف والحماقة توغر الصدور ، وتباعد بين القلوب وإظهار التقدير والاحترام ، والسمع والطاعة لولاة الأمر والعلماء والاحتفاء بأقوالهم، وعدم إظهار مخالفتهم ، أو التهوين من آرائهم ، أوالحط من أقدارهم . ودعا معاليه الإمام إلى الالتزام في الصلاة والتوجيهات بما عليه العمل والفتوى ، وترك الآراء والاجتهادات الشخصية حتى لا تتفرق الأمة ، وتتشعب بها الآراء التي لا تستند إلى دليل صريح ، أو فهم صحيح ، أو لا تراعي المصالح والمفاسد ، وحسن الصلة بجماعة المسجد ، وتوطيد العلاقة بهم خارج نطاق المسجد بمشاركتهم في مناسباتهم واظهار حسن السمت والوقار ورعاية حرمة المسجد . وقد بلغ عدد صفحات المجلة(54) أربعآ وخمسين صفحة من الحجم المتوسط تضمنت مجموعة من الأخبار والاستطلاعات ، والتقارير الإخبارية ، والتحقيقات الصحفية، والمقالات المتعددة ، والحوارات المتنوعة عن بيوت الله ، والعناية بها ، وفضلها في الإسلام، ورسالتها الدينية والاجتماعية . ومما شملته صفحات المجلة استطلاع عن استراتيجية الوزارة في العناية ببيوت الله ، حيث بلغ إجمالي ما أنفقته الوزارة على هذا البرنامج أكثر من أربعة مليارات ريال كما عرضت المجلة في تقرير لها منجزات البرنامج على مدار سنواته الأربع ، حيث أبرزت في هذا السياق أن الفرق الشرعية للبرنامج تفقدت (45.000) مسجد وجامع ، فيما قامت الفرق الفنية بصيانة ما مجموعة (31.000) مسجدآ وجامعآ فيما وصل عدد المساجد والجوامع التي تم تسميتها وترقيمها خلال الفترة ذاتها إلى (22.622) مسجد وجامع . ونشرت المجلة دراسة ميدانية عن المساجد ، ودورها الدعوي ، وتحقيقاً عن الخطاب الدعوي ، والاستراتيجية الدعوية في مواجهة الفتن والأزمات ، وموضوعاً عن خطبة الجمعة التي تعد من أعظم الوسائل الإعلامية في الدعوة والتأثير وأن رسالة المسجد تربوية ودعوية لتحقيق التآلف ، والتعاون بين الناس ، وتحقيقاً عن الفئة الضالة ، وانحرافاتهم الخطيرة في الفكر والمعتقد . كما تضمنت المجلة مجموعة من المقالات التي تحدث عن العناية بالمساجد ، وفضلها في الإسلام ، ودور المسجد في مكافحة الغلو ، وفضل الآذان والإمامة ، وثواب الأئمة والمؤذنين ، والخطيب وقوة تأثيره . انتهى 1923 ت م