أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، أن المساجد التي تحتاج إلى ترميم كثيرة ولا تحصى، مشيراً إلى أن المواصفات الفنية لصيانتها ستحدد في غضون شهرين. وقال آل الشيخ: «البدء في مشاريع الترميم يحتاج إلى حصر المساجد الأشد حاجة للصيانة، وتحديد المواصفات الفنية اللازمة والاتفاق مع مكاتب استشارية لعمل جداول الكميات وتحديدها، ومن المتوقع أن ننتهي من تحديد المواصفات خلال شهرين». جاء ذلك خلال رعاية وزير الشؤون الإسلامية الحفلة الختامية للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده نيابة عن أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وذلك في مقر وزارة التعليم العالي في مدينة الرياض ليل أول من أمس. وعزا آل الشيخ سبب التأخر في البدء بالترميم إلى حرص الوزارة على أن يكون لديها معلومات دقيقة عن المساجد والجوامع التي تحتاج إلى ذلك، خصوصاً مع وجود أكثر من 76 ألف مسجد، ونحو 15 ألف جامع في السعودية، مشيراً إلى أن المساجد التي تحتاج إلى ترميم كثيرة ولا تحصى. وتابع: «برنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لترميم المساجد الذي دعمه الملك ب500 مليون ريال في موازنة الوزارة سيشمل جزءاً من هذه المساجد». وتطرق إلى أن أكثر أبنية المساجد لا تتوافر فيها مواصفات عالية وجيدة، لأن غالبيتها مبنية من فاعل خير لا يمكن إجباره على البناء بأفضل المواصفات، مشيراً إلى أن نسبة ما تبنيه الوزارة من المساجد قليل جداً مقارنة بما بناه فاعلو الخير، وبالتالي فإن أجواء السعودية من حرارة وغبار تؤثر على المساجد وتجدها بعد 10 أعوام من البناء تحتاج إلى صيانة مرة أخرى، وهو ما يرفع عدد التي تحتاج إلى ترميم بشكل سنوي. وتابع: «بناء المساجد ليس له كود معين بالبناء، ونسعى إلى تخصيص كود لها لرفع مواصفاتها». وألقى آل الشيخ كلمة الحفلة، ذكر فيها أن الأمة الإسلامية أمة عظيمة وليست بالأمة الهينة، ولعظمتها أسرار ولقوتها أسباب وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف، أن الأمة الإسلامية لن تنجح إلا بالعودة للقرآن بالفهم المعتدل الواسع الذي كان عليه السلف الصالح، والأخذ بالقرآن عقيدةً وشريعةً، وبما في سنة نبيه علماً وعملاً وخلقاً وسلوكاً، لا سيما مع هذه الاضطرابات التي يراها الناس. وقال: «السعودية لما أسست في دولتها الثالثة على يد الإمام المصلح والمجدد المجاهد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وعضده على ذلك أهل العلم وأبناء هذه المملكة في جميع مناطقها أسست على تقوى من الله، وجُعلت راية هذه المملكة في كل المحافل لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذا إشعار من اليوم الأول أن هذه المملكة أسست على الكتاب والسنة نهجاً وسلوكاً وحكماً وتحاكماً». وأشار إلى أن هناك تحدٍ كبير في هذا العصر يواجه السعودية، وهو تحدي استمساكها بهذا النهج، وبقائها على هذا الصراط المستقيم في أمور تُصنع في أمكنة متفرقة من العالم تارة تستهدف بها الدولة، وتارة يُستهدف بها الناس، وتارة يستهدف بها الأمن، والأكثر أن يستهدف القلب المسلم في هذه البلاد بتغييره عن العبودية لله بتبعيته للشهوات، ويستهدف العقل بتغييره عن التفكير الصحيح في معنى الحياة، ومعنى الآخرة إلى أن يكون همه الحياة الدنيا تفكيراً وذهاباً وإياباً، لافتاً إلى أن في المملكة ولاة أمر، وعلماء، وطلبة علم، وحملة القرآن الكريم، وشعب حريص على بقاء هذه البلاد قوية عظيمة في مواجهات كل التحديات باستمساكها بكتاب الله وسنة رسوله، وبوحدتها وتآلف أهلها وتحابهم فيما بينهم ثم في رد كيد الكائد أياً كان. وفي نهاية الحفلة، سلم الوزير آل الشيخ الجوائز المالية للفائزين بالمسابقة في فروعها الخمسة.