أوجد خبر توجّه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى إيجاد إمام ثان للإمام الراتب لينيب عنه في حال حدوث أي طارئ يعترضه مع توليه التصحيح والتذكير ، ارتياحا لدى الناس ، فيما رأى عدد من الفقهاء والدعاة أهمية إيجاد إمام آخر للإمام الراتب في الصلوات الخمس لما قد يعترض من أمور طارئة لبشريته ، مؤكدين أن ذلك يعتبر من المتعيّن فعله في المساجد جميعا ، خصوصا الحرمان الشريفان لما يحظيان به من إقبال ومكانة لاتوازيهما مكانة أي مساجد في العالم .حيث قال بداية المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ عبدالله بن منيع : لاشك أن مثل هذا لو تمّ ، فهو في الواقع من المكملات للأمور الطارئة على الصلاة ، وعلى الإمام في الصلاة ، وفي نفس الأمر فهو ضروري ومهم لتدارك ما قد يطرأ على الإمام في الصلاة ، والإمام بشر معرّض لمثل هذه الحالات الطارئة ، سائلا المولى عز وجل أن يعين ولاتنا على تأمين وتثبيت أئمة يكون منهم الثبات والمواظبة والعناية بالمساجد إمامة وتعليما وتوعية ومتابعة ، مبينا أن للمسجد رسالة يجب على الإمام أن يعنى بها العناية التامة من شأنها أن تظهر نتائج ذلك في المساجد وجوامع لدى روادها.وعبر معالي الشيخ ابن منيع عن أمنيته في تحقيق ذلك الأمر ، لما للمسؤولين لدينا من الصلاح والتقوى والإيمان ما يقوي الأمل في تحقيق هذا المبتغى المبارك. إمام مؤهل من جهته رأى عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقا الشيخ الدكتور سعود الفنيسان أن أمر تعيين إمام آخر مؤهل مع الإمام الراتب من المتعين شرعا ، بحيث يكون خلف الإمام الراتب إمام آخر مؤهل للصلاة لاحتمال أن يقع الإمام الراتب (الأساسي) في حدث أو امر طارئ قد يعترضه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليليني منكم أولو الأحلام والنهى» ، معتبرا هذه علة وسببا فيما لو أصاب الإمام الراتب شيء قبل وأثناء الصلاة ، فيقدم المؤهل من خلفه ممن يكون من أهل الإمامة والكفاءة.وأشار الفنيسان إلى أن الحرمين الشريفين على وجه الخصوص بوضعهما الاجتماعي والسياسي والعالمي يختلف عن أي مسجد من المساجد المعتبرة الأخرى. وقال : ينبغي من أجل ذلك أن يكون خلف الإمام الراتب إمام آخر مؤهل بحيث يتوزع اولئك الأئمة الآخرون مع الأئمة الأساسيين كما تتوزع بينهم الصلوات المفروضة في الحرمين الشريفين. ظرف طارئ فيما قال الدكتور عبد الصمد البرادعي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة أم القرى أن هناك حاجة لتكليف إمامين للمسجد الحرام والمسجد النبوي لكل فريضة، وليس المراد تعيين أكثر من إمام للإمامة في المسجدين، فهذا موجود ولله الحمد، لكن المراد تكليف إمامين يكونا موجودين في كل فريضة، بحيث إذا تغيب أحدهما لظرف طارئ مفاجئ قام مقامه الآخر، وهذه الحاجة لا يُنظر إليها من منظور شرعي بل إداري، لافتا إلى أن رئاسة شؤون الحرمين الشريفين هي المخولة بذلك. وعن المساجد الأخرى قال البرادعي : إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم بتعيين إمام واحد لكل مسجد، عدا المساجد الكبيرة فتعيّن فيها عادة إمامين، أو إمام للفروض وآخر لخطبة الجمعة، وفي الغالب لا يكونا موجودين في وقت واحد بل يقومان بتوزيع الفروض فيما بينهما، ولا أرى أن هناك حاجة لتعيين إمامين لكل مسجد يكونا موجودين في نفس الفريضة، بحيث إذا تغيب أحدهما لأمر طارئ قام مقامه الآخر، لأنه ولله الحمد لا تخلو المساجد في بلادنا ممن يحسنون القراءة والإمامة وإذا تغيب الإمام لظرف طارئ فإنه يوجد عادة من يقوم مقامه، ولأن تعيين إمامين لكل مسجد يحتاج إلى ضعف العدد الموجود من وظائف الأئمة، وينبني عليه زيادة الميزانية في ذلك إلى الضعف، في أمر لا توجد حاجة ماسة إليه، بل الأولى استكمال توفير وظيفة لكل مسجد للإمامة، وأخرى للأذان.